سمير يعقوب : تونس صارت أرض " صراع " بين قوى خارجية وعلى بن غربية ان يعدّل أوتاره في الجمعيّة

سمير يعقوب : تونس صارت أرض " صراع " بين قوى خارجية وعلى بن غربية ان يعدّل أوتاره في الجمعيّة

 

نستضيف في هذا الحوار أحد أبرز الوجوه الرياضية في جهة بنزرت  وهو السيد سمير يعقوب المدير العام لشركة خاصة ونائب الرئيس السابق للنادي البنزرتي والقيادي السابق أيضا بالتيار الديمقراطي .
وقد تحدث ضيفنا  عن تجربته مع نادي عاصمة الجلاء في المواسم الأولى التي عقبت الثورة والتي شهدت انتعاشة كبرى في نتائج الفريق الى جانب تجربته في الانتخابات التشريعية الأخيرة ضمن التيار الديمقراطي وملف الاقتصاد في تونس والعمليات الارهابية وعديد المواضيع الأخرى التي تتابعونها في الحوار التالي :
 
لنبدأ بالعملية الارهابية في سوسة ، كيف تعلق على الحادثة وما مدى انعكاساتها على الوضع الاقتصادي والسياحة في تونس ؟
 
لقد تلقيت خبر العملية الارهابية في سوسة بكل مرارة وغصّة في القلب ، خاصة أنها أعنف عملية إرهابية في تاريخ تونس .
ولا شك ان الارهابيين يريدون ادخال البلاد في دوامة من العنف والفوضى ويريدون ارباك الوضع الامني والاقتصادي والسياحة. لذلك تراهم يسارعون الى ضرب السياحة واستهداف الجيش والامن ليتسنى لهم تنفيذ مخططهم الشيطاني . اليوم نقف امام مرحلة صعبة ودقيقة وهي تستوجب من جميع التونسيين الوحدة ضد الارهاب ونزع الاحقاد السياسية والايديولوجية الضيقة ووضع مصلحة تونس فوق المصالح السياسوية الضيقة. ولهذا ادعو بالتسريع في عقد مؤتمر مكافحة وتحيين التشريعات ذات الصلة  وبطبيعة الحال يكون ذلك  وفق القوانين واحترام حقوق الانسان والدستور .
 
لماذا ابتعدت عن الاضواء طيلة الفترة الاخيرة وتحديدا منذ انسحابك من النادي البنزرتي الذي  تلاه انسحاب آخر من التيار الديمقراطي ؟
في كثير من الاحيان يكون الابتعاد عن الاضواء والبلاتوهات التلفزية والاعلامية افضل خصوصا في ظلّ انتشار " النفاق " السياسي والرياضي وغيرهما . لقد خضت تجربة ناجحة مع النادي البنزرتي الذي راهن على البطولة لآخر جولة ، ثم ونتيجة لذلك الموسم المتميّز أحرز كأس تونس ثم لعب الادوار الاولى للبطولة وكاد يقهر الاهلي المصري في المسابقة الافريقية . لكن امام اختلاف وجهة النظر في نقاط مهمة للنادي، قررت الانسحاب في صمت .  ورغم ذلك مازلت متابعا وفيّا للقلعة الصفراء وانا على ذمة الجمعية كلما احتاجتني .
أما بالنسبة للتيار الديمقراطي فقد استفدت كثيرا من دخولي إلى المعمعة الانتخابية. ورغم اخفاقنا في الحصول  على مقعد ببنزرت  فاني راض تمام الرضاء على ما قمنا به وما اقترحناه لحلحلة مشاكل الجهة .
 
ولكن انسحابك يعني عدم رضاك عن الحزب او عن الوضع السياسي ؟
انا راض عن التيار الديمقراطي وهو الحزب الوحيد المعارض بجدية للاحزاب الحاكمة رغم حداثة عهده  لكن للاسف فإن  التمثيل في مجلس النواب يبقى الحاسم وانا ارفض ان امارس السياسة دون ان يكون لي تأثير عملي وجديّ  وقدرة على التغيير . ولذلك يلتجئ اليوم التيار  الى التحركات الميدانية  التي تبقى مؤثرة .
 كما اعتقد ان تونس صارت محل صراع بين مخابرات عديد القوى الاقليمية التي تريد التموقع هنا ... لذلك وجب علينا جميعا أن نتسلح  بالحذر واليقظة ..
 
هل لديك نية لتجديد التجربة من خلال المشاركة في الانتخابات البلدية ؟
اعتقد ان الانتخابات البلدية لن تجرى قبل النصف الثاني من سنة 2016 .. لذلك أقول إن لكل حادث حديثا  أي من هنا إلى أن  يقترب موعد الانتخابات  قد تتغير العديد من المعطيات ..
 
ماهو موقفك من حملة " وينو البيترول " ؟
البيترول قطاع هام وحيوي في العالم .. وكم من بلدان تم  احتلالها  وكم من شعوب أبيدت من اجل هذه الثروة .و اعتقد ان البيترول في تونس به الكثير من " الفساد " وأن من حق الشعب ان يعرف حجم ثروته النفطية .  ولهذا لا يجب ان تقف الحملة عند حدود النفط فقط بل يجب أن تشمل  جميع القطاعات .. وهذا في نطاق احترام الاشخاص والقانون .
 
كيف تفسّر تفاقم ظاهرة الاضرابات  في الفترة الاخيرة في جميع القطاعات ؟
إننا  نشهد انخراما كبيرا في القيم وتفشّي الأنانية لدى المواطن بصفة عامة.. فتونس تشهد اليوم أزمة اقتصادية واجتماعية يعلمها القاصي والداني ولنا اكثر من 800 الف عاطل عن العمل . لكن في المقابل نرى القطاعات الحيوية على غرار النقل والصحة والتعليم تشهد اضرابات متتالية مما تسبب في " خنق " الاقتصاد وزعزعة الثقة بين المستثمرين والدولة .
 وعلى هذا الأساس أدعو الجميع في هذا الظرف الصعب الى الوحدة وتقديم  المصلحة الوطنية والابتعاد عن  الانانية  لأننا نعيش في وطن واحد وإن غرقنا فسنهلك جميعا..
 
ما تقييمك لحكومة الحبيب الصيد ؟
اعتقد ان الحكومة الحالية تجتهد وتقوم بدورها رغم العراقيل . لكن ما ينقصها هو اتخاذ القرارات الجريئة ووضع الخطوط العريضة للسياسة الاجتماعية والاقتصادية للسنوات الخمس  القادمة او على المدى البعيد وهو ما تفعله حكومات الدول المتقدمة .
 
وبالنسبة لرئاسة الجمهورية ؟
  لقد شاهدنا استقالات متتالية في رئاسة الجمهورية وتحديدا منصب المستشارين وتابعنا امضاء محسن مرزوق لاتفاقية تعاون مع الولايات المتحدة الامريكية في مشهد " غريب " ... والثابت أن  غياب التناغم في كواليس رئاسة الجمهورية هو المتسبب في نقص النجاعة . وقد كنّا نتمنّى ان رئاسة الجمهورية الحالية ستنسينا " تعاسة " الترويكا – كما كانت تروج له في الحملة الانتخابية -  لكنها خيّبت آمالنا بشكل كبير .
 
لنعد الآن إلى  الرياضة  كيف تفسّر تراجع نتائج النادي البنزرتي في الموسمين الاخيرين ؟
النادي البنزرتي عاش مؤخرا حالة من التذبذب والتراجع في النتائج بسبب القرارات الخاطئة للهيئة المديرة وعدم استقرارها الى جانب عدم سماع نقد الغيورين على النادي وتصنيفهم في خانة " المنبّرين " ..
كما أن كل المؤشرات توحي بأّن الموسم الجديد لن يختلف عن سابقه وبإمكانكم الاطلاع على التحضريات التي لم تكن في المستوى على الاقل في بداياتها .
 ويبقى التدارك ممكنا باعتبار ان الموسم سينطلق بعد اكثر من شهر . لكن المؤسف ان الهيئة المديرة لم تقم بأية تحركات لإنجاح الموسم الجديد . وعلى اية حال سنبقى متفائلين ومساندين للجمعية في كل الظروف ..
 
كيف تفسر غضب جمهور النادي البنزرتي الذي  طال جميع اعضاء الهيئة المديرة ؟
من حق " الكابيستيّة " ان يعبّروا عن غضبهم لكن في اطار احترام الاشخاص وعدم المساس بكرامتهم .. فالنادي البنزرتي شهد في الفترة الاولى من رئاسة مهدي بن غربية تطورا كبيرا قبل ان تتراجع النتائج بشكل كبير بسبب قرارات خاطئة من بن غربية وغياب الرغبة والحماس  .
النادي البنزرتي كبير ولن يقف على اي رئيس.ويكفي ان أذكّر الجهور الرياضي برجالات ترأسوا النادي وقدموا الغالي والنفيس من اجل اسعاد عشاق البنزرتي على غرار حمادي البكوش وحمد بالحاج وعز الدين القروي والدكتور محمد صالح الغربي والاستاذ سعيد لسود واحمد القروي وغيرهم .. ولذلك " عيب " ان يتم الترويج أنه لا يوجد غير مهدي بن غربية قادر اليوم على رئاسة البنزرتي ..
 إن على الهيئة المديرة العمل ومحاولة الاصلاح والقيام بانتدابات في حجم وعراقة  الجمعية و احترام اسم النادي البنزرتي .  فالأخطاء تفاقمت بشكل لا يطاق ولا يمكن قبول التفريط في ابناء الجمعية مثل فخر الدين الجزيري وغيره بسبب تعلات مادية واهية .. لذلك احمل المسؤولية لرئيس النادي وادعوه الى التدارك ..
 
 رغم كل شيء هل انت متفائل بمستقبل النادي البنزرتي ؟
بطبيعة الحال ، عندما اشاهد اصاغر واواسط النادي البنزرتي لا يمكنني إلا التفاؤل بمستقبل النادي .. فهؤلاء الشباب هم  العمود الفقري للجمعية و هم حاضره ومستقبله .
 
العديد من  الاخبار  تحدثت عن إمكانية أن تكون  رئيسا  لجمعية ستير جرزونة فهل هذا صحيح ؟
 أنا أيضا طالعت هذا الخبر بكل استغراب ... فالرئيس الحالي لستير جرزونة ساهم في صعود الفريق من القسم الثالث  الى الثاني ويستحق ان يواصل عمله .. وجرزونة هي النادي البنزرتي واتمنى لها كل النجاح ..
 
وهل لديك  إذن طموح لرئاسة ستير جرزونة او النادي البنزرتي ؟
ولم لا ؟ من يدري ... ؟ " كل شيئ في وقتو " ... لكن الثابت اني سابقى داعما للنادي البنزرتي من كل المواقع سواء كنت داخل الهيئة المديرة أو خارجها .
 
حاوره : شكري الشيحي 
صور : علاء الدين الماجري
 

التعليقات

علِّق