سمير الوافي معلّقا على جنازة لينا بن مهنّي : " هل أقرأ على قبر والدي أغنية كافون عوض الفاتحة لأثبت أنني حداثي ؟ "
لا تزال التصرفات والمظاهر التي رافقت مراسم تشييع جنازة الراحلة والأيقونة الثورية لينا بن مهني تثير الكثير من الجدل في الشارع التونسي ، سيما وأن الجنازة شهدت مظاهر شاذة وترديد أغاني وشعارات سياسية من قبل بعض النسوة لا تليق بحرمة ورمزية الموت .
وفي هذا السياق استنكر الإعلامي سمير الوافي تلك التصرفات في التدوينة التالية :
تربينا أن نمشي في الجنازة خاشعين...أن نردد ونكرر الله أكبر...أن ندعو لموتانا بالرحمة والغفران ونتلو آيات قرآنية وأدعية دينية...أن نخشع في حضرة الموت ونرجع إلى الله مهما ابتعدنا...أن نرحم ونترحم ونتراحم...وأن نقرأ الفاتحة ونؤبن ونرثي موتانا...
تربينا أن للمقابر حرمة...وللموت حرمة...وللجنائز حرمة...وطقوس روحية منها الخشوع والإبتهال والدعاء...!!
هل هذا يبرر وصفنا بالتطرف والتدعوش !؟؟...هل أقرأ على قبر والدي رحمه الله أغنية كافون عوض الفاتحة لأثبت أنني حداثي متطور !؟؟...هل أقول له repose en paix عوض الله يرحمك حتى أثبت أنني عصري متحضر !؟؟...هل أهلي متطرفون لأنهم ملتزمون بحرمة المقابر وأخلاقيات تشييع الموتى منذ قرون !؟؟...
أدخلوا أي مقبرة في كل البلاد...تلك عاداتهم وطقوسهم وقواعد دينهم...يمارسونها بروحانية وخشوع ورهبة في حضرة الموت...فاتركوا لهذا الشعب روحانياته واعتداله وعقيدته وخشوعه في حضرة الله...واحترموا ذلك دون تشويه وإستفزاز وتحقير باسم الحريات والحداثة...وسنتفهم أن المرحومة لينا بن مهنى ليست إمرأة عادية ويليق بجنازتها أن تكون مسيرة نضالية رمزية تاريخية...لكن ليس إلى درجة إستفزاز عقيدة الناس...واستبدال الأدعية والابتهالات بالأغاني...وخض وهز صندوق الجثمان بتلك الطريقة الفجة...كونوا حداثيين خارج روحانيات الناس وعقائدهم وعلاقتهم بربهم...فهذا الشعب المعتدل يحارب التطرف باسم الدين...والتطرف باسم الحداثة...يمينا ويسارا...!
التعليقات
علِّق