سمير الوافي الذي لا تعرفونه...

سمير الوافي الذي لا تعرفونه...

 

كتبت أميرة الوافي شقيقة الاعلامي سمير الوافي تدوينة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي " فايسبوك" تحدثت فيها عن شقيقها الذي مازال يقبع في السجن في قضية رجل الاعمال حمادي الطويل .
واثارت التدوينة تعاطفا كبيرا من قبل الزائرين لصفحتها الرسمية خصوصا وان قضية شقيقها شهدت تطورات مثيرة في الفترة الاخيرة ومدّا وجزرا بين الدائرة الجناحية والدائرة الجنائية .
وفي ما يلي ما كتبته أميرة الوافي :
 
"سمير الوافي الذي لا تعرفونه...
هو ليس فقط ذلك الذي تشاهدونه مشاكسا ومبتسما في التلفاز...
انه بالنسبة لي أكثر من ذلك، هو باختصار اخي الاكبر اخي الذي اختصر فيه الله لي كل الرجال فصار خليفة ابي وقدوتي وملاذي والشمس التي تشرق في حياتي ...
قد تكون شهادتي فيه مجروحة لانه اخي، فاكتب عنه بقلبي وليس بقلمى، لكننى لا ابالغ بل اكتب عنه بصدق، اكتب ما اشعر به فعلا
سمير هو كبير اخوتي ومنذ صغره تحمل عبئ المسؤولية عن ابى ومنذ ولدت وجدته يشتري لي اول لعبة و اول محفظة مدرسية واول قلم واول كراس واستمر في ذلك الى ان اتممت دراستى، لم يبخل عني وعن اخوتي ولو لحظة واحدة. لم يتذمر ولم يتعب ولو لحظة واحدة، لم تكن سعادته شخصية، بل كان لا يسعد الا بنا، يقاسمنا الضحكة نصفين والدمعةنصفيين، سمير قلبا كبيرا حتى لو كان الجيب صغيرا حتى وهو في السجن يفكر فينا اكثر مما يفكر في نفسه ويخاف علينا اكثر مما يخاف على نفسه، كلما زرته في السجن لأرفع معنوياته اجده يرفع معنوياتى...
يقول لي ان سجنه كان وسيكون في متناول صبره ، ويتحمله بسهولة لانه مظلوم، لو لا تفكيره في امى.
فاصعب ما في السجن حسب قوله هو شعوره بتعب ومعاناة أمي بسبب سجنه، انها نقطة ضعفه، نصف اسئلته عنها وعن عائلتنا..
سمير الذي اعرفه لا تعرفونه...
انه اكثر من مجرد اخ، يردد لي دائما الجملة الذهبية التي قالتها له امى قبل ايقافه "امهات العالم يحسدنني على ابن مثلك ويتمنين ولدا مثلك، ومهما ظلموك سأظل فخورة بك ومرفوعة الراس بذكر اسمك" انها جملته المفضلة واخر ما سمعه من امي قبل ايقافه فقوته بها...
سمير يبجل عائلته عن نفسه ويعتبر رضاء الوالدين خريطة نجاحه...
سمير الذي اعرفه...
هو ذلك العصامي الذي نجح بعد تعب وصبر ومثابرة، وجاء من بعيد ليفرض نفسه، ويتحدى التشكيك ومحاولات التقزيم، وهو الذي دخل الصحافة وعمره 17 سنة بأول مقال عن قريته الصغيرة في زغوان ودافع عنهم بمقالات اخرى كمراسل حتى صارت قريته افضل وصار هو انجح وألمع...
سمير الذي اعرفه...
كنت خائفة عليه من ظروف السجن وكلما زرته أسأله عنها، الى ان اسكتنى بجملة واحدة قائلا لي "من تعود النوم على الحصير لا يخشى السقوط من السرير...و أنا لم اولد في القطن حتى تخافى علي من فترة عابرة في السجن"
ولن انسى مقولته "البحر الهادئ لا يصنع سباحا ماهرا" لذلك لا اخاف عليه من الامواج العاتية والعواصف العابرة، لاننى اعرف صلابة واصالة معدنه وقوة ايمانه وشخصيته، وهو الذي علمني ان الظلام مهما انتشر في طريقنا تكفينا شمعة واحدة لهزمه
اعذرونى ان تحدثت عن اخى بعاطفة عميقة وعارمة وان اضطررت لذكر امور عائلية هي نقطة في بحر افضاله علينا، وهي واجبه، لكننى اردت فقط ان اعرفكم بسمير الوافي الذي لا تعرفونه خارج الشهرة والتلفزة والاضواء انه الاخ الذي ولدته امي بنفس مواصفات الاخ الذي تمنيته و تمناه بقية اخوتي...
اللهم انصره واحميه وفرج كربه ونور حقه يا رب "
اميرة الوافي

التعليقات

علِّق