سعيّد والقروي في الدور الثاني : صفعة مدوية للأحزاب ودليل على أن التونسيين " فدّوا " من السياسيين

سعيّد والقروي في الدور الثاني : صفعة مدوية للأحزاب ودليل على أن التونسيين " فدّوا  " من السياسيين


يبدو أن نتائج الانتخابات الرئاسية قد حسمت لفائدة المترشحين قيس سعيّد ونبيل القروي اللذين تقول أنباء  مطّلعة جدا إنها سيكونان في الدور الثاني متقدمين على بقية المترشحين بفوارق شاسعة أحيانا .
وحسب هذه الأنباء فقد فاز قيس سعيّد بنسبة حوالي 19 بالمائة ونبيل القروي بنسبة تقارب 16 بالمائة في حين احتل مرشح النهضة عبد الفتاح مورو المرتبة الثالثة .
ولا شكّ أن فوز هذين المترشحين يعتبر سابقة أولى من نوعها أو ظاهرة تستحق الدرس والتمحيص لاستخلاص الدروس البليغة منها . فقيس سعيّد على سبيل المثال لم يكن ينتظر فوزه كثير من الناس لأسباب موضوعية وبسيطة وهو أنه تقدّم " وحيدا " لا تسنده " ماكينة " إعلامية أو مالية بما أنه رفض حتى التمويل العمومي  المخصص للمترشحين . وقيس سعيّد دخل معمعة الانتخابات " على طاولة مكسّرة "  وفي الوقت الذي كان فيه المنافسون " الصحاح " يجوبون البلاد وينفقون مئات الآلاف من الدنانير كان قيس سعيّد يخاطب  عقول الناس مركّزا بالخصوص على بعض المبادئ التي تخلّت عنها النهضة مثلا  أمام بريق السلطة وإغراءاتها وهي مبادئ تهمّ المجتمع المحافظ الذي يرى منذ فترة قيمه تتلاشى وتضمحلّ .
أما نبيل القروي فقد اشتغل على مسألة الانتخابات منذ حوالي 3 سنوات رغم أنه لم يعلن عن نيّة الترشح إلا قبل أشهر قليلة من الانتخابات  مستغلّا ما فعلته الدولة من تفقير المواطنين  وتهميش مقدّما المساعدات بمختلف أنواعها .
ومهما يكن من أمر فإن فوز القروي  وقيس سعيّد يعدّ صفعة من أقوى ما يكون للأحزاب السياسية التي صدّعت رؤوس الناس بخطابات جوفاء ملّها الناخبون وكفروا بها . وهذا الفوز يعدّ ثورة على السائد وعلى " السيستام " الذي لم يتغيّر ولم يعرف كيف السبيل إلى التغيير والاقتراب من الناس بل اهتمّ بالغنيمة وبريق الحكم والكرسي وتعيين الأقارب والأصدقاء وأبناء الحزب  ولم يقدّم شيئا  للمواطن التونسي الذي أغرقته الحكومات المتعاقبة في الفقر وغلاء الأسعار والعيش الصعب على جميع المستويات .
وبكل تأكيد سيكون هذا الفوز درسا  بليغا  لكافة الأحزاب وكافة السياسيين الذين عليهم أن يراجعوا حساباتهم وأن يلتصقوا بالواقع بعيدا عن النظريات التي يبدو أنها لم تعد  تنفع في زمن يتغيّر فيه كل شيء  إلا السياسيون .
ج - م

التعليقات

علِّق