سعيد الرئيس يستشهد ببيرم الشاعر في عيد الشهداء

سعيد الرئيس يستشهد ببيرم الشاعر في عيد الشهداء

 

بقلم د. نوفل بن عيسى

بمناسبة عيد الشهداء تنقل كل من رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة الى مقبرة الشهداء للترحم على الذين استشهدوا في أحداث 9 افريل 1938 التي قادها زعيم الشباب على بهلوان حين كان د. محمود الماطري رئيسا للحزب " الجديد"، الحزب الحر الدستوري.
 وفي حركة فريدة من نوعها أخرج رئيس الجمهورية رسما كاريكاتوريا صدر سنة 1936 بجريدة الشباب التي كان قد اصدرها محمود بيرم التونسي "شاعر الشعب "  حين كان منفيا ومقيما بتونس.
 ويجسد هذا الرسم حالة تونس أنذاك على أنها امرأة مريضة محاطة بشخصين، أحدهما يمثل البرلمان والثاني حكومة وطنية باعتبار أنهما دواء الداء الذي كانت تعاني منه البلاد ليعلق قيس سعيد بعبارة "ما أشبه اليوم بالأمس"!  
وفي هذا التفسير تعبير عن قناعة رئيس الجمهورية بأن مجلس نواب الشعب والحكومة هما المتسببان في تردي حالة البلاد على كل المستويات، "وحديثنا قياس موش حصيرة تمشي عليها الناس" وفي ذلك تعبير صريح على رأي قيس سعيد في أداء المؤسستين: الحكومة والبرلمان ورئيسهما بكل "تلميح صريح"، ضاف وشاف.
وللتذكير فان محمود بيرم التونسي رحمه الله لم يكن قوميا ولا شيوعيا ولا اسلاميا وإنما كان وطنيا، يكافح ويعبر بكل حرية دون حماية حزب أو جماعة وبكل شجاعة وهو باختصار ذاك الذي "لم يكسره عدو ولم يسعفه حبيب" وكما شبه قيس سعيد الأمس باليوم فكأنه يشبه نفسه ببيرم المناضل بكل بسالة من أجل الحق والمبادئ والوطن وكان لسان حاله يقول: إذا كان بيرم الشاعر المعارض للحكام فانا الحاكم المعارض للحكومة.

التعليقات

علِّق