سامية الفقيه : التونسية التي شرّفت التونسيين في أستراليا والعالم ويتجاهلها " إعلام المزود " والتعاسة

في ظل التعاسة الشاملة التي بتنا نعيشها في عصر يرفع راية الجهلاء ويحقّر من شأن العلماء تطلّ علينا بين الحين والحين نقطة ضوء مشعّة تعيد إلينا بقايا أمل فقدناه ... ربما إلى الأبد .
وقصة هذه التونسية التي فرضت نفسها بالجدّ والاجتهاد ليست في النهاية سوى هذا المتبقّي من الأمل على الأقل من وجهة نظر أنها عبرة للشباب ولجيل ما زال يبحث عن نفسه ولا يعرف بالضبط ماذا يريد في هذه الحياة . ولحسن حظّنا أن هذه القصّة أفلتت من رقابة الإعلام التعيس الذي ينبذ مثلها ويرحّب أيّما ترحاب بجاهل يدّعي الفنّ في المزود أو " الراب " ... أو لاعب كرة أجهل من حذائه لكن مقامه أعلى وأرفع من مقامات علماء كثيرين مرّوا في هذه الحياة مرورا لا يكاد يذكر .
وجاء في أحد المقالات ما يلي : " هي ابنة نابل من عائلة تصفها هي بأنها تولي أهمية كبيرة للتعليم والمعرفة. والدها مهندس فلاحي ووالدتها أستاذة رياضيات. درست في نابل وانطلقت مسيرتها من المعهد الوطني الفلاحي بتونس حيث حصلت على الأستاذية في حماية النباتات سنة 2003 ثم على الماجستير في الفلاحة البيولوجية سنة 2005 ثم على الدكتوراه في الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية من كلية العلوم بتونس وعلى الدكتوراه في البيولوجيا الهبائية والوراثة من جامعة هواي سنة 2010. عملت أستاذة بالمعهد العالي للدراسات التحضيرية في البيولوجيا والجيولوجيا بسكرة من 2008 إلى 2010. وفي نفس السنة التحقت بجامعة كاليفورنيا باحثة زائرة ثم شاركت في تربص بلندن " النساء والعلوم " الممول من برنامج اليونسكو وتربصت باحثة في علوم البيولوجيا في معهد لندن. تشغل اليوم خطة مهندس باحث في المنظمة الفيدرالية للبحث العلمي والصناعي بأستراليا وهي منظمة حكومية للبحث العلمي تشغّل ما يزيد عن 6000 شخص وتشرف على ما يزيد عن 60 موقع بحث في أستراليا والعالم. وفي هذه المكانة العالمية لم تنس وطنها فهي باتصال دائم بمدرّسيها لوضع برامج تعاون وتبادل طلبة مع المؤسسات الأسترالية وتؤكد أنها تناضل من أجل أن يفهم الطالب التونسي أنّ التكوين الجامعي في تونس يؤدي إلى الانتداب في الوظائف الدولية . كما تعمل على الترويج لصورة المرأة التونسية والعربية عموما. وهي تعكف حاليا على بعض المشاريع البحثية بتقنيات متطورة لإيجاد حلول لمشاكل بيولوجية تخص الصحة العامة والفلاحة والأمن البيولوجي في أستراليا وبلدان الشرق الأوسط بالتعاون مع باحثين محليين مطبقة في ذلك ما تسميه بـمبدإ " الدبلوماسية العلمية".
ج – م
التعليقات
علِّق