ريتشارد الثالث : المنعرج المسرحي وثورة اللغة العربية

ريتشارد الثالث : المنعرج المسرحي وثورة اللغة العربية

الحدث المسرحي في فترة ما بعد ثورة 14جانفي جاءنا من قابس كتابة وإبداعا ، في إطار عمل تخرج لطلبة المعهد العالي للفن المسرحي الذي ارتكز على مسرحية ريتشارد الثالث لشكسبير والتي اهتم بالترجمة والدراماتورجيا لها المبدع الكاتب والشاعر والمؤرخ محفوظ غزال الذي نجح في خلق نص مسرحي متجدد أعتبر من طرف النقاد المنعرج المسرحي بعد الثورة ، فعلى خلاف المنهج الكلاسيكي المتعارف عليه أبدع الكاتب في إحداث تركيبة نصية ومسرحية متجددة على هيكل الأثر خاصة على مستوى نهاية الحدث تجسد في انتقال رمزي وفكري من حاكم ظالم وشعب مظلوم إلى حاكم ظالم وشعب ظالم لنفسه بالخنوع والذل وهو ما يعود بالمتتبع إلى زمن ليس بالبعيد في ربط تجادلي بين واقع ريتشارد الثالث ( رمز الحاكم المستبد ) وحاضر شعوبنا العربية التي انتفضت حتى لا يولد ريتشارد جديد وهي وصية الدهر في النص أبدعها الأستاذ محفوظ غزال بتوظيف أبيات شعر بديعة تقول :

من شعاع الشمس في نور الصباح 
كفكف الفجر دموعا 
وشفى منا الجراح
كتب الدهر وصية 
للرعايا الحالمين 
حتى لا يولد ريتشارد جديد .
مما يدحض النظريات التقليدية التي كانت ولا تزال تقرب قصور اللغة العربية في استيعاب أعمال شكسبير .

أكرم معتوق

 

التعليقات

علِّق