رغم المؤشرات الإيجابية : لن تقوم قائمة المنتخب الوطني مع مدرّب " ضائع " وضعيف الشخصية ؟

رغم المؤشرات الإيجابية :  لن  تقوم قائمة المنتخب الوطني  مع مدرّب " ضائع " وضعيف الشخصية ؟

من خلال مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في كأس العرب  مكتفيا بالمرتبة الثانية بعد هزيمته في الدور النهائي ضد المنتخب الجزائري ( 0-2 ) لابدّ من إبداء بعض الملاحظات بعيدا عن كافة أشكال التشنّج أو " العواطف " التي جعلت البعض يصطفّ وراء " حلف وديع الجريء " فيصوّر لنا أن السماء دائما صافية وأن العصافير تزقزق وأن الجامعة حققت كافة الأهداف التي يرجوها التونسيون والبعض الآخر الذي اصطفّ وراء رفض كل شيء وتصوير الأمور كلّها على أنها سوداء قاتمة السواد ... ولا شكّ أن لكل شق من هذين الشقين أسبابه ومبرراته.

هذه المشاركة وبالرغم من كل ما قيل عنها أعطت بعض الملامح الإيجابية  وكذلك السلبية ومنها :

- بروز وتألق لاعبين لم يكن الكثير من المتابعين ينتظر منهم هذا البروز وهذا التألّق وأذكر منهم بالخصوص بلال العيفة وغيلان الشعلالي ومحمد أمين بن حميدة وسيف الدين الجزيري وحنبعل المجبري إضافة إلى تأكيد محمد دراغر ومنتصر الطالبي الذين قدّما إضافة كبيرة للمجموعة منذ التحاقهما بالمنتخب.

- عودة المعظلة الكبرى في حراسة المرمى إذ اتضح بصفة لا غبار عليها أن منتخبنا الوطني يفتقر إلى حارس في المستوى المطلوب على غرار حارس المنتخب الجزائري رايس مبولحي الذي صنع الفارق لقائدة منتخبه في الدور النهائي أو على غرار حرّاس آخرين يمثّلون ركائز مهمّة جدا في منتخباتهم ومنهم الحارس المصري الشنّاوي أو الحارس الأردني الذي لم يحالفه الحظ فخرج من الدور الأول رغم تألقه ومواهبه أو أيضا الحارس الثالث للمنتخب القطري " برشم " الذي تحكّم في مصير اللقاء الترتيبي ضد المنتخب المصري.

- بالإضافة إلى عدم وجود حرّاس مرمى في المستوى وأقصد هنا بالخصوص بن مصطفى ومعز حسن باعتبار أن الحارس بتن سعيد لم يمنحه المدرّب حتى ربع ساعة ليظهر حقيقة إمكاناته وأنه الأفضل بين الحراس الثلاثة ما زلنا نعاني من المحاباة ومن  أشياء أخرى " غامضة "  تتعلّق بالخصوص باختيار حراس مرمى المنتخب . فكلّنا يذكر تصريحا للمدرب منذر الكبير في بداياته مع المنتخب حيث قال إن فاروق بن مصطفى سيكون معه الحارس الأساسي للمنتخب بالرغم من أن هذا الحارس لا يكاد في ذلك الوقت ( وإلى اليوم أيضا ) يقتلع مكانا له في الترجي ... ونفس الأمر تقريبا تكرّر ع معز حسن الذي كان " عاطلا " عن العمل وتم ترسيمه بالمنتخب الذي كان له جسرا للمرور إلى النادي الإفريقي... أي أن الآية عكست فأصبح المنتخب جسرا للعبور نحو النوادي في حين أن المنتخب في أي بلد من العالم هو زبدة النوادي وملتقى لخيرة لاعبيها.

- أظهر المنتخب الوطني في هذه الدورة روحا انتصارية  مهمّة جدّا فكانت تلك الروح سببا في نجاحه النسبي ووصوله إلى الدور النهائي ولولا بعض الأخطاء التكتيكية وبعض الأخطاء " الأخرى " لكانت الكأس من نصيب منتخبا الذي لا شيء كان يمنعه من الفوز بها خاصة أن أغلب المنتخبات المشاركة لم تستعن بعناصرها المحترفة والأسماء اللامعة المعروفة خاصة منتخب الجزائر الذي شارك تقريبا بمنتخبه الثاني.

- للمرّة الألف لاحظنا أن المدرب المنذر الكبيّر يتعامل مع لاعبي المنتخب " بالمعارف " . ولو أنه يقسم اليوم بأغلظ الأيمان بأنه ليس كذلك فلن يصدّقه أحد. ولا نقول هذا الكلام من فراغ بل هناك ألف دليل ودليل. فمن خلال عمليات التعويض نراه دائما يلجأ إلى اللاعبين " العاقلين "  الذين لا تنتظر منهم ردود أفعال رافضة أو ما شابه ذلك . ولعلّ أكبر دليل على ما نقول أنه قام بتعويض المجبري والسليتي في الدور النهائي والحال أن العالم كلّه أجمع على أنهما كانا أفضل عنصرين قبل التعويض وأن أي مدرب في العالم يريد أن يكسب نتيجة اللقاء لا يمكنه أن يجازف بإخراجهما إلا إذا كان يخاف من بعض الأسماء الأخرى .

- وعلى ذكر بعض الأسماء الأخرى فقد لاحظنا مرة أخرى أن منذر الكبيّر يخاف الأسماء " الكبيرة " في المنتخب حتّى لو أنكر ذلك ألف مرة . فيوسف المساكني على سبيل المثال لم يكن خلال النصف الثاني من النهائي في أفضل حالاته وأصبح معطّلا لزملائه وكان عليه أن يقوم بتعويضه لا أن يخرج المجبري ويترك المساكني. ونحن نعرف أن هذا الأخير قادر على صنع العجب وأن يغيّر مجرى لقاءات بمفرده ( وقد فعل ذلك عدة مرات ) بشرط أن يكون " في يومه ". ونفس الشيء نقوله عن تعويض السليتي الذي كان أحد أفضل اللاعبين وكان منتخبنا في أشد الحاجة إليه خاصة بعد أن قبلنا هدفا بدائيا لا يمكن لأي حارس  في صنف الأصاغر أن يقبله... وإذا كان منذر الكبيّر قد حافظ على المساكني إلى آخر لحظة وهو يعرف أنه لا يستطيع مجاراة نسق 120 دقيقة فهو يخاف من المساكني لا كثر ولا أقلّ. وقد لاحظنا ولاحظ الجميع دائما أن التغييرات لا تأتي إلا على رؤوس اللاعبين " العاقلين ".

خلاصة القول :

صحيح أن الكثير من النقاط الإيجابية لاحت على منتخبنا الوطني في هذه الكأس العربيّة . وهي نقاط يجب نطوّرها وأن نعمل على تعزيزها في قادم المناسبات. وفي المقابل هناك نقاط سلبية علينا أن نتداركها لو أردنا فعلا  أن نجني التتويجات والألقاب.

وأوّل هذه النقاط أن يدرك الجميع أن منذر الكبيّر ليس في حجم المنتخب الوطني وأننا بصدد إضاعة المزيد من الوقت والفرص إذا واصلنا التعويل عليه . فهذا لمدرب يمكن أن يكون مدربا مكوّنا أو مديرا فنيّا يسطّر البرامج ويسهر على تنفيذها لكنه لا يستطيع أن يكون مدرب المنتخب الأول لأنه ببساطة ضعيف الشخصية ولا يتحكّم في " مفاتيح " التدريب التي يجب أن تكون عند أي مدرب .

أما ثاني النقاط فهي تغيير سياسة التعامل مع حراسة المرمى التي بقيت للأسف منذ عهد نوح حكرا على الفرق  الكبرى وبعض الحسابات الأخرى. فنحن نعرف أن هناك حرّاسا في فرق " صغرى " أفضل ألف مرة من هؤلاء الذي تتم دعوتهم للمنتخب . لكن " السياسة العامة العرجاء " في المنتخب تقتضي أن يبقوا طيّ التجاهل والنسيان.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق