رضا شرف الدين… الرئيس الذي لا يسقط من ذاكرة النجم

يعيش النجم الرياضي الساحلي في الأيام الأخيرة على وقع أحداث متسارعة تجمع بين الأمل والقلق، بين أصداء الماضي المجيد وتحديات الحاضر المتشابكة. فجر يوم الجمعة مثّل الحكم الاستئنافي الصادر بحق الرئيس الأسبق رضا شرف الدين نقطة تحوّل مهمّة، إذ خففت المحكمة العقوبة من 16 سنة إلى سنتين فقط، في خطوة اعتبرها كثيرون إنصافًا لرجل ارتبط اسمه بزمن الألقاب.
ورغم هذا الحكم، ما يزال شرف الدين موقوفًا على خلفية قضية ديوانية، وهي قضية يمكن أن تتواصل التتبعات فيها وهو في حالة سراح… وهو ما يتمناه كل محبٍّ للعدالة قبل أن يكون محبًّا للنجم.
في ذاكرة جماهير النجم، يبقى اسم شرف الدين حاضرًا بقوة: خلال سبع سنوات من رئاسته عاش الفريق فترة ازدهار تاريخية، تُوّج خلالها بالبطولة العربية الأغلى في تاريخ الأندية التونسية، وكأس تونس ثلاث مرات، والبطولة الوطنية مرة واحدة، فضلًا عن كأس الكونفدرالية الإفريقية والوصول إلى المرتبة 36 عالميًا والأولى إفريقيًا سنة 2015. هي حقبة صنعت ملامح مدرسة كاملة في الإدارة والنتائج والانضباط.
ولذلك، فإن خبر تخفيف العقوبة لم يكن مجرد حدث قضائي، بل رسالة نفسية لجماهير النجم الساحلي التي رأت فيها بداية انفراج وعودة محتملة للاستقرار، حتى وإن تعددت المؤاخذات على السنوات الأخيرة من رئاسته.
*ملف أوميغا… شرارة جديدة في وقت حرج
وفي مقابل هذه الأخبار، يواجه الفريق توترات متسارعة، أبرزها ملف المدافع الكيني ألفونس أوميغا الذي غادر ولم يعد بعد التوقف الدولي. ناديه السابق غور ماهيا يطالب بتعويض قدره 60 ألف دولار، والهيئة بصدد إعداد ملف مع عدل منفذ تمهيدًا لعرضه على الفيفا.
كما تلوح في الأفق أزمة جديدة تتمثل في انتهاء عقود سبعة لاعبين في جوان 2026: نسيم هنيد، مخلص شوشان، راقي العواني، سيدريك غوبو، فادي بن شوق، غفران النوالي وصلاح الدين الغدامسي… قائمة تُعدّ جزءًا مهمًا من العمود الفقري للفريق.
ولم تتوقّف الاضطرابات عند هذا الحد، إذ أعلن مرافق الأكابر نجيب عمارة انسحابه بسبب غياب رؤية عمل واضحة، ما زاد من منسوب القلق داخل محيط النادي.*
وللقلوب المريضة… كلمة واضحة في خضم هذه الأحداث، لا بد من كلمة إلى "القلوب المريضة" ومؤلّفي الروايات السوداء حول حقن ملوثة ولوالب فاسدة.
حرام أن يُمسخ تاريخ الناس بمجرّد إشاعات، وحرام أن يتحوّل الخلاف أو النقد إلى تشويه شخصي.
إيقاف رضا شرف الدين كان لمساءلة مالية ديوانية… لا أكثر ولا أقل.
ولا دخل لها بأمن الدولة ولا بمؤامرات كُتبت على مقاس الخيال.
النجم الساحلي اليوم في مفترق طرق. بين بصمة رجال تركوا تاريخًا كالذهب، وبين تحديات يومية تفرض عملاً حكيمًا وسريعًا. ورغم كل التوترات، يبقى الأمل قائمًا في أن يستعيد الفريق توازنه… وأن يعود أولئك الذين ساهموا في أمجاده إلى أماكنهم الطبيعية، وأن يتجاوز النجم هذه المرحلة كما اعتاد دائمًا: واقفًا، قويًا، لا ينكسر.
*وليد حشيشة
التعليقات
علِّق