رسالة واضحة إلى منذر الكبيّر: إرحل فورا إذا كانت لك ذرّة واحدة من النخوة والمسؤولية

رسالة واضحة إلى منذر الكبيّر: إرحل فورا إذا كانت لك ذرّة واحدة من النخوة والمسؤولية

الآن وقد وقعت الفأس في الرأس وخرجنا من ربع نهائي كأس إفريقيا من أصغر شبّاك ( وليس من الباب الصغير أصلا ) تعالوا نتحاسب قليلا بعيدا عن العواطف والتصريحات وردود الأفعال " الساخنة ".

- رغم أننا بلغنا الدور ربع نهائي فقد كانت  هذه المشاركة أسوأ ما عرفنا في تاريخ كأس إفريقيا على جميع المستويات . وحتى لا ننسى  لا بدّ من التذكير بأننا مررنا إلى  الدور ثمن النهائي بالإسعاف وليس بجهودنا بل بفضل نتائج الفرق الأخرى. فقد هزمنا مرّتين في الدور الأول ولم نفز إلا على موريتانيا التي كانت  الصدف تضعها دائما  أمامنا وقد تجلّى ذلك أيضا حتى في البطولة العربية.

- إن التعلّل بالغيابات  المتكررة في صفوف منتخبنا مردود على أصحابه لأننا لم نكن الاستثناء في هذه الدورة ولأن لنا 28 لاعبنا من المفروض أن يكونوا في نفس المستوى بما أنهم لاعبو منتخب ( أي الزبدة ) ولبسوا لاعبي  فرق محليّة. ومن هنا كان على مدرب المنتخب أن يخجل من نفسه عندما يرمي بعضا من أسباب الهزيمة على " الغيابات ".

- خلال كافة لقاءات الدور الأول لم  نعرف مطلقا كيف يلعب منتخبنا الذي بدا ضائعا فلا هو ذلك الفريق الذي يفرض نسقه وأسلوب لعبه ( إن كان له أسلوب لعب أصلا ) زلا هو ذلك الفريق الذي ينتظر المنافس في مناطقه ثم يعوّل على الهجمات المرتدّة السريعة. ومن هنا نستخلص أحد أمرين :  إما أن المنذر الكبيّر ليست له طريقة لعب أو لنقل طرق لعب يضعها حسب ظروف كل لقاء وقيمة المنافس وإما أن اللاعبين  لا يطبّقون ما يرسم لهم من خطط لأنهم عاجزون أو متمرّدون. وهذا وحده يطرح ألف سؤال لعلّ أهمّها : هل يمكن لمدرّب أن يفرض  أسلوبه وخططه وأن يفرض الانضباط إذا كان غير قادر على فرض أي شيء؟؟؟.

- لقد لاحظ العالم كلّه سواء في الكأس العربية أو في كأس إفريقيا أن منذر الكبيّر ليس " القائد " الحقيقي للمنتخب بل إنه يخضع لأوامر رئيس الجامعة والعضو المرافق القريب جدا من وديع الجريئ. ومهما قال الكبيّر وحاول أن يقنعنا بعكس ذلك فلن نقتنع لأننا نرى مثلما يرى غيرنا ما لا يريد هو ألّا يراه .

- اللقاء الوحيد الذي كان فيه أداء منتخبنا مقنعا كان لقاء ثمن النهائي ضد نيجيريا . وقد تولّى جلال القادري إدارته في غياب منذر الكبيّر. وفي حين كنّا ننتظر تأكيد ذلك الانتصار الذي كان على أحد أبرز المنتخبات المرشحة لنيل اللقب عاد الكبيّر ليمسك بزمام الأمور فعادت " اللخبطة " من جديد ولم نفهم شيئا مما كان يفعله منتخبنا ضد بوركينا فاسّو خاصة في الشوط الأول الذي أضعناه و " أكلنا " فيه هدفا  لا يمكن أن يقبله أي منتخب في العالم بتلك الطريقة المضحكة ... بقطع النظر عمّا قيل عن " لمس الكرة باليد " من قبل صاحب الهدف إذ أعيدت   اللقطة 100 ألف مرّة ولم نر أن الكرة لمست يده إلا من خلال محاولات التمويه لبعض " خبراء " التحكيم عندنا ( إضافة إلى المصري جمال الغندور ) الذين حاولوا أن يوهمونا من خلال إيقاف الصورة بأن الكرة لمست  يد المهاجم البوركيني.

- عندما كان أمامنا  ما لا يقلّ عن 49 دقيقة ( الشوط الثاني + 3 أو 4 دقائق من الوقت الضائع ) شاهدنا المنذر الكبيّر تائها ولا يعرف ماذا يفعل بالضبط لتسجيل هدف التعادل على الأقل . وقد ظلّ تائها ضائعا إلى أن أعلن الحكم عن نهاية اللقاء قبل حوالي 14 ثانية وكان ذلك كافيا ليثور ضده ( الحكم ) يوسف المساكني والمدرب والبعض من اللاعبين وكأنهم كانوا يريدون أن يقولوا لنا : إن ما عجزنا عن فعله خلال 94 دقيقة سنفعله خلال 14 ثانية ؟؟؟.

- صرّح بعض اللاعبين بعد اللقاء ( ومنهم بلال العيفة بالخصوص ) وقالوا لنا " الكرة ما حبّتش " أي أنهم حاولوا وخلقوا عشرات الفرص لكن الكرة أبت أن تلج الشباك . والحقيقة أن هذا التصريح مضلّل ومضحك لأننا لم نر خلال لقاء كامل إلا 3 فرص تقريبا كان بالإمكان استغلال إحداها . وما عدا ذلك فإخفاق ذريع حتى في إيصال الكرة إلى منطقة جزاء الفريق المنافس.

- صرّح منذر الكبيّر بعد اللقاء  قائلا إنه يتحمّل مسؤولية الخروج المذلّ وحده. هذا حديث جميل لكنّه لا ينفعنا إلا في حالة واحدة وهي أننا نصحو غدا لنجد أن الاتحاد الإفريقي قرر إعادتنا ( لسبب أو لآخر ) إلى السباق لنكمل ما فشلنا فيه على الميدان .

- إن هذا التصريح يحيلنا إلى سؤال مهمّ وهو : ماذا بعد التصريح ؟ هل يكون الكبيّر في المستوى فعلا ويتحمّل المسؤولية كاملة ويعجّل بالإنسحاب فورا ودون أي تأخير؟.

- إن تحمّل المسؤولية إقرار صريح بالفشل . ولا أعتقد أن أي مدرّب في العالم كلّه يقرّ بفشله ثم يصرّ على المواصلة إلا إذا كان من النوع الذي يعاند لمجرّد العناد أو لا يملك سلطة القرار حتى في ما يتعلّق بنفسه ومستقبله أو لأنه لا يملك من النخوة وعزّة النفس ما يجعله يعلن الرحيل ودون أي تأخير.

- إن الغالبية الساحقة من التونسيين ترى أن الكبيّر صغير على المنتخب وتحمل له مشاعر الغضب وتحمّله مسؤولية الفضائح التي تلاحق منتخبنا . فهل يستطيع الكبيّر مواصلة العمل وهو يعرف أن أغلب التونسيين لا يرغبون في بقائه؟.

- ما زالت أمانا فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه  وحفظ ماء الوجه وهي فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم عبر بوّابة المنتخب المالي. وبكل صراحة لا أحد منّا يرى أن منذر الكبيّر يصلح لهذه المهمّة لأنه ببساطة أظهر بكافة الدلائل والحجج أنه صغير أو أصغر  من المنتخب التونسي .

- خلاصة القول في هذا المقال : إرحل يا منذر فورا . فلا أحد يرغب في بقائك إلا رئيس الجامعة ومن يدورون في ركابه وينافقونك وينافقونه بحكم أن لهم مصالح ليست بالضرورة مصالح تونس ومنتخبها . إرحل الآن وإلا ستجد نفسك مرغما على ذلك بعد " نكسة " أخرى محتملة ( لا قدّر الله ) ضدّ المنتخب المالي.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق