رسالة سليم الرياحي للتونسيين بعد الضربة الإرهابية بسوسة‎

 رسالة سليم الرياحي للتونسيين بعد الضربة الإرهابية بسوسة‎

 

إثر العملية الإرهابية الجبانة التي ضربت إحدى منتجعات سوسة الحبيبة يوم الجمعة 26 جوان ،كتب السيد سليم الرياحي رئيس الإتحاد الوطني الحر ما يلي:
 
"  الآن ، ونحن نتجرّع مرارة  الفاجعة التي ضربت واحدة من أجمل مدننا التونسية وأشهرها على المستوى الدولي ، جوهرة الساحل سوسة   الحبيبة ، فإنني أترحّم على كل تونسي و أجنبي زهقت روحه غدرا في بلدنا ، وأتمنى في هذا الظرف الأليم  الشفاء العاجل لكل الجرحى ، كما أتوجه إلى أصحاب  وأعوان النزل المتضررة و جميع العاملين في القطاع السياحي بتضامني المطلق معهم  وأقاسمهم أحزانهم وهمومهم خاصة و أن هذا القطاع بالذات ظلّ يعاني منذ الثورة من الضربات الموجعة رغم نواقيس الانذار التي أطلقت من أهل القطاع في عديد المناسبات .
 
كنت التقيت صبيحة اليوم برئيس الحكومة السيد الحبيب الصيد، الذي قدم لي توصيفا للوضع ولتبعات هذه الضربة الموجعة ، وقد أكدنا خلال اللقاء على ضرورة اتخاذ عدد من الإجراءات العاجلة الآنية ، من بينها تسهيل اجراءات دخول و استيراد المعدات الأمنية للفنادق و المنتجعات و الفضاءات السياحية و الترفيهية .
 
كما شددنا على ضرورة احكام الخطط الأمنية في الولايات و تقسيم المدن الكبرى الى مربعات أمنية، مع  ضرورة فصل مداخل المدن و الأحياء و تشديد الرقابة على بعض الطرق الفرعية الرابطة بين بعض المعتمديات والتي توصل في أغلبها الى المدن الكبرى و المناطق السياحية .
 
من جهة أخرى اتفقنا على ضرورة فتح تحقيق في حادثة البارحة و الوقوف على النقائص و الثغرات التي أدت الى هذه المجزرة و لتحديد المسؤوليات و مواقع التقصير و اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك .
 
قلنا سابقا بأن حرب تونس على الإرهاب ، حرب طويلة و موجعة جدا على كل المستويات و تتطلب منا جميعا الانخراط فيها و خوضها بكل جدية و تتطلب منا دراسة كل كبيرة و صغيرة فيها بدءا من الجانب الاجتماعي لمعرفة العوامل التي أدت بطالب جامعي تونسي ، يدرس في جامعاتنا ، و يعمل صيفا في فنادقنا ، أن يشعر بأنه لا مستقبل له في تونس و لا إنتماء له هنا ، و أن يحمل في نفسه كل هذا الحقد و الكره و الرغبة في التخريب و يقدم على هذه الجرائم البشعة .
 
لذلك فحربنا على الإرهاب قد تستغرق بضع سنوات لدحره ، و سنقضي عليه لا محالة بفضل عزيمة شعبنا وحبّه للحياة بقدر تعطّش الارهابيين للدماء ، و لكنها ستكون حربا طويلة " النفس" على الظلم الإجتماعي ، على الطبقية الكبيرة ، على "اللاّكرامة "، على الأحياء المعدمة و الفقر والجهل و التباين الكبير بين الجهات ....
 
وفي النهاية ستحيا تونس وسننتصر ."
 
 

التعليقات

علِّق