رسالة إلى معزّ بن غربية : أرقد على جنبك الأيمن حتى تبتعد عنك الأرواح و " أفلام الخيال "

رسالة إلى معزّ بن غربية : أرقد على جنبك الأيمن حتى تبتعد عنك الأرواح و " أفلام الخيال "

 

منذ أن تم الإعلان عن " إحباط  محاولة اغتيال معزّ بن غربية " لم يهدأ الكون لهول المفاجأة ووقع الخبر على الناس . وطاف " الضحيّة " بالعديد من وسائل الإعلام ليروي تفاصيل " المؤامرة الأجنبية الكبرى " التي كانت تستهدف واحدا من عظماء هذه البلاد وجهابذتها .
ولعلّ ما شد الإنتباه في كلام بن غربية  وحسب ما نقل عنه في المواقع والإذاعات أنه " اطّلع بنفسه على جوازات السفر الخاصة بالأفراد الثلاثة الذين أرادوا أن يغتالوه ولاحظ أن اثنين منهم دخلا إلى البلاد في وقت كذا وأن ثالثهما التحق بهما في وقت كذا ..." وهذا يعني أحد أمرين : إما أن المحاضر والوثائق الرسمية لمؤسسات الداخلية في متناول الجميع أي أنه يمكن لأي عابر سبيل إذا وجد نفسه قرب مركز شرطة أو حرس مثلا أن  " يعمل طلّة " وأن يطّلع على ما يريد من المحاضر والوثائق وإما أن سي معزّ بن غربية له من النفوذ ما يسمح له بالإطلاع على كافة وثائق الداخلية حتى السرّي منها . وفي كلا الحالتين فإن الأمر يبعث على التساؤل على الأقل حتى لا نقول أشياء أخرى .
ولأن المواطنين الأشقاء الذين توهّم أنهم جاؤوا ليغتالوه قد تم إطلاق سراحهم بسرعة نظرا إلى غياب أي دليل يدينهم فإن هذا دليل على أن ما قام به بن غربية ليس سوى  نتيجة لهاجس تمكّن منه ومن البعض من أمثاله الذين يرون في المنام بين الحين والآخر أنهم عظماء وأن حياتهم في خطر لأن " أطرافا عديدة في الداخل والخارج تهددهم بالقتل " فيصدّقون ما يرون في مناماتهم ويصبحون يروّجون لها ويقنعون أنفسهم بأنها حقيقة لا غبار عليها .
وفي نفس الإطار أيضا هناك بعض الناس ما إن يشعروا بأن النسيان بدأ يلفّهم حتى يلجؤوا إلى الخيال ليصنعوا لأنفسهم قصصا قد تعيدهم إلى الأضواء من خلال أحاديث الناس عنهم والتعاطف معهم عندما يقدّمون أنفسهم على أساس أنهم ضحايا . ومعزّ بن غربية واحد من هؤلاء وما أكثرهم .... وما أسهل الإغتيالات في هذه البلاد إلى درجة أن الكثير من أولئك الذي كتبوا سطرين أو قالوا كلمتين في نقد زيد أو عمرو صاروا لا يتحرّكون إلا تحت الحراسة الأمنية المشددة التي وفّرتها لهم رئاسة الجمهورية  والحال أن أغلبهم لا يستحقّ أي نوع من الحراسة لأن الناس لا يعرفونهم أصلا عندما يبتعدون عن أضواء التلفزة ويختلطون بالناس كأيها الناس .
وخلاصة القول في ما أقول دعوة إلى بن غربية وغيره عسى أن يكفّوا عن الإيهام والتوهّم وعسى أن يفهموا أن العالم لا يعرف لهم " إنجازات عظيمة "  قد تجعل بعض الأطراف تفكّر في اغتيالهم للتخلّص من ألسنتهم السليطة أو أقلامهم اللاذعة ...تبقى كلمة أخيرة أريد أن أهمس بها إلى معز بن غربية وحده : في التنشيط أعترف بأن لك ما تقول أما في إخراج  " أفلام الخيال " فهذا بالتأكيد ليس " دومانك " فابتعد عنه فورا .
جمال المالكي  

التعليقات

علِّق