ربّ عذر أقبح من ذنب : جمعية مهرجان المولد بالقيروان تورّط نفسها في عرض " الرقص الفاضح " ؟

ربّ عذر أقبح من ذنب : جمعية مهرجان المولد بالقيروان تورّط نفسها في عرض " الرقص الفاضح " ؟

حدث إذن ما حدث في برنامج يوم الثلاثاء الماضي من المهرجان الدولي للمولد النبوي الشريف والاحتفالات الدينية بالقيروان. ولعلّ  الأمر الذي يثير الاستغراب والدهشة  أكثر من فقرة الرقص " المفضوح " في حد ذاتها البلاغ الذي نشرته  جمعية المهرجان الدولي للمولد النبوي الشريف والاحتفالات الدينية بالقيروان يوم أمس في محاولة لتبرير ما حدث فسقطت دون أن تدري في ما يمكن أن نقول عنه " ربّ عذر أقبح من ذنب " على الأقل.

- اعتذرت جمعية المهرجان   عن انقطاع العرض وليس عن  مضمون العرض في ما يتعلّق بتلك  الفقرة الراقصة التي يجمع أغلب التونسيين على أن المكان ليس مكانها والزمان ليس زمانها ... وحتى لا نتّهم " بمعاداة " فنّ الرقص نقول إن  الرقص بجميع أنماطه وأشكاله يمارس في إطارات  أخرى إلا إطار الاحتفالات بالمولد النبوي  الشريف وفي مدينة القيروان بالذات.

- قالت  الجمعية  إنها نبّهت " صاحب العرض " إلى ضرورة الابتعاد عن هذا النوع من العروض ( الرقص )  ثم طلبت من صاحب العرض إيقافه وهو ما تم فعلا حسب بلاغ المعية . وهنا أريد أن أسأل : هل إن هذه الجمعية تعمل وفق أساليب عمل عصرية  أم تعمل " بالرعواني " على غرار العديد من الجمعيات الأخرى للأسف الشديد؟. فقد ادّعت إدارة الجمعية أنها لم تكن على علم بتلك الفقرة  الراقصة ( بكل ما فيها من عناصر لا تليق بالمقام وهو ذكرى المولد ) وكأنها تريد أن تقنعنا بأنها فوجئت بما حصل وهذا يطرح عدّة إشكاليات لعلّ أهمّها أن هذه الجمعية لا تعرف أبجديّات العمل في مثل هذه المناسبات . ولعلّ أول ما يجب أن تطالب به إدارة الجمعية قبل التعاقد مع أي طرف لتقديم أي عرض من العروض هو الملف الفنّي الذي يجب أن يحتوي على أدقّ تفاصيل العرض ومدّته وكم تستغرق كل فقرة فيه من وقت إلى غير ذلك من التفاصيل. وقد جرت العادة أن تستأنس إدارات المهرجانات على سبيل المثيل بآراء الخبراء في كل ما يتعلّق بالعروض قبل تقديمها وليس بعد فوات الأوان إلا إذا كان الأمر مقصودا والغرض منه الإساءة إلى تظاهرة المولد وإلى مدينة القيروان بالذات رغم أننا ننزّه  إدارة الجمعية من هذه " التهمة " التي تحدّثت عنها  أطرف كثيرة هذه الأيام .

- وكان على الجمعية أن تختم بلاغها بالوعد " بالمحافظة على الطابع الديني  للمهرجان في بقية العروض " ... وكأن عكس ذلك مباح وممكن ... وكأن إدارة الجمعية لا تعرف حتّى الإسم الكامل للجمعية (جمعية المهرجان الدولي للمولد النبوي الشريف والاحتفالات الدينية بالقيروان ) وهو اسم لا يسمح لها بأي نشاط يخرج عن هذا الإطار أو يسيء إليه.

* وشهد  شاهد من أهل القطاع ؟

وفي نفس الإطار كتب ماهر الهمامي رئيس نقابة المهن الموسيقية والمهن المجاورة تدوينة ننشرها لكم كما هي إذ جاء فيها :

" بعد الكم الهايل والسبان و بعد ما قرينا تعاليق المواطنين وسمعنا تعاليق البرامج الإذاعية خاصة،والي فيها كيف العادة هزان وصبطان وبرا بركا، المهم يعلقو ويقولو إلي يجي، وللأسف وسامحوني عن جهل كبير وصفر دراية في المواضيع الفنية والموسيقية،عزوزة وشدت سارق ... من الأول وعلى طول أحمل المسؤولية للجهة المنظمة إلي هيا المهرجان الدولي للمولد النبوي الشريف. وكي العادة الجمعيات سبب كل البلاء فالبلاد الي يفتقدو أعضاءها لمن هو مؤهل لاختيار العروض(كيف كل الجمعيات الثقافية بدون مستشار فني)..عرض رجال السمران راهو سطمبالي، تفهمو شنو السطمبالي والا لا ؟ اكيد ما تعرفوش انو بعيد كل البعد على خصوصية المهرجان إلي هيا المداءح الدينية وفرق السلامية والفرق الصوفية التي تتغنى بالله عز وجل وبالنبي عليه افضل الصلاة...يعني جمعية المهرجان خرجت عن موضوع المهرجان وفقدتوا خصوصيتو (كيف مهرجان آخر دولي نعرفو)..ياخو موش تمرجو فينا، جيبو ملفات وبطاقات احتراف ونماذج مسجلة، ماتفرجتوش، ؟ ما شفتوش التساجيل قبل؟ قطوس في شكارة؟.. فرقة رجال السمران لا تتحمل المسؤولية ، اتحملو انتم مسؤولية فشلكم الفني وما ترميوش اغلاطكم على الناس.".

إلى هنا انتهى ما كتب النقيب وهو  رأي شخص عارف بالميدان وخفاياه . وهنا أريد أن أسأل الجمعية التي يحمل اسمها طابعا دينيّا وتريد أن تحيي ذكرى دينيّة : ما علاقة عرض السطمبالي  بالاحتفالات بالمولد النبوي الشريف؟. هو سؤال واحد قد تحمل الإجابة عنه الكثير من الخفايا  التي ما زلنا نجهلها إلى حدّ الآن.

وأختم بالتذكير بما حدث منذ حوالي 3 أسابيع في قاعة الحمامات الرياضية من خلال ذلك العرض  لراقصة افتتحت البطولة العربية لكرة اليد للأندية ... وكيف تنصّلت جامعة كرة اليد من المسؤولية  ورمتها في شباك وزارة الثقافة وصاحبة العرض ( سهام بلخوجة ) ... وكيف ذهب المندوب الجهوي للثقافة بنابل كبش فداء لأطراف تجهل التنظيم ولا تفرّق بين افتتاح تظاهرة رياضية عربية وبين حفل زفاف.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق