استمرَّت مباراة الملاكمة الأولمبية يوم الخميس 1 أوت بين الجزائرية إيمان خليف والإيطالية أنجيلا كاريني بضع تقريبًا نصف دقيقة زمنية.  ثواني قليلة في الحلبة في فئة وزن الوسط 66 كلغ، ثم أعلنت الرياضية الإيطالية، وهي تبكي، قرارها بالانسحاب أمام منافستها ذات العضلات الذكورية. وأوضحت «أنجيلا كاريني»: "لقد دخلت الحلبة لمبارزة. لم أستسلم، لكن لكمة آلمتني كثيرًا وقُلت كَفى". وقد أدت هذه المواجهة إلى إعادة إشعال الجدل حول درجة الشمولية في المسابقات التنافسية رفيعة المستوى.

وُلدت إيمان خليف في "تيارت" بالجزائر في 2 ماي 1999، وبدأت مسيرتها المهنية بعد مشاركتها في أولمبياد "ريو" 2016 رغم معارضة عائلتها. بدأت خليف التدريب في قاعة ألعاب رياضية تبعد 10 كيلومترات عن المنزل، ولدفع ثمن الحافلة والدروس ينتهي بها الأمر ببيع القطع المعدنية المرمية في النفايات.

الألعاب الأولمبية الأولى

بعد سنوات من التضحيات، جاءت أول مشاركة لها في بطولة العالم 2018 حيث احتلَّت المركز 17. منذ ذلك لوقت واصلت النمو تدريجيًا بطريقة لا يمكن إيقافه، إذ في عام 2021 شاركت إيمان خليف في أوّل دورة ألعاب أولمبية لها. وفي أولمبياد طوكيو 2021، شارك الملاكمة في فئة 60 كجم لكنها لم تصل إلى منصَّة التتويج. وفي العام التالي حصلت خليف على جائزة أفضل رياضية جزائرية.

الاستبعاد من كأس العالم 2023

في بطولة العالم التي جرت في مارس 2023 في "نيودلهي"، جرى استبعاد إيمان خليف من المنافسة التي ينظِّمها "الاتحاد الدولي للملاكمة". وبحسب "الاتحاد الدولي للملاكَمة"، وهي هيئة رياضية غير معترَف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، فإن الاختبارات التي أُجريت على للملاكِمة كانت سلّطت الضوء على "مستوى مفرط من هرمون التستوستيرون ووجود كروموسومات ذكرية في الحمض النووي". وللسبب نفسه، جرى استبعاد الملاكم التايواني لين يو تينغ، مع خليف، بسبب "ميزة التفوق العضلي المفرط" وعدم التكافؤ من خصومهن الإناث الطبيعيات.

الجدال

منذ تلك اللحظة، أصبحت «إيمان خليف» في دائرة الضوء بسبب هويتها الجنسية. غالبًا ما يتم تعريف الملاكمة الجزائرية عن طريق الخطأ على أنها متحول جنسيًا إلى أنثى، ولكن بناءً على المعلومات المتاحة، فإن «خليف» هي شخص ثنائي الجنس. وكما يُذكِّرنا المعهد العالي للصحة، فإنَّ التعريف يشمل "جميع الاختلافات الفطرية في خصائص الجنس وقد تتعلَّق بالكروموسومات الجنسية، والهرمونات الجنسية، والأعضاء التناسلية الخارجية أو المكوِّنات الداخلية للجهاز التناسلي".

سفيرة اليونيسف

في جانفي 2024، عيَّنتها "اليونيسيف" سفيرةً وطنيةً. وقالت الملاكمة الجزائرية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة: "لقد بدأتُ بلا شيء، والآن لدي كل شيء. الآن يدعمني والدايَّ، فهُمَا من أكبر المُعجبين بي".

 القبول الثاني في الألعاب

رغم الاستبعاد من بطولة العالم 2023، لم تجد اللجنة الأولمبية الدولية أي تعارض فيما يتعلق بمشاركة الملاكِمة الجزائرية في ألعاب باريس. ومن دون الخوض في التفاصيل، اقتصرت اللجنة على التأكيد على "أن جميع الرياضيين المسجَّلين للمسابقات تتوفَّر فيهم معايير السماح بالمشاركة في الألعاب".