بقلم : د . جمال الدين الهاني
43 نائب يقدم شكوى بالجهاز السري للنهضة ! هؤلاء نواب شعب يمثلونه في قضية سياسية .

بقطع النظر عن تناقضات هذا الخلط بين السلطة التشريعية والتمثيلية القانونية ، فان هذا ينهي جدلا عقيما حول طبيعة الصراع السياسي في تونس اولا، ثم أهدافه ثانيا .

النهضة فصلت كل شي عالسياسة، قبلت بالمثلية، ما عندهاش مشكل مع المساواة في الميراث، رشحت طفلة لابسة دجين في سيدي بوسعيد، ورشحت مراة ماهيش متحجبة في تونس العاصمة ، وساندت الاسرائيلي روني الطرابلسي .......

ورغم ذلك موقف اليسار ايا كان ماركسيا او اشتراكيا، سياسيا او ثقافيا، فكريا او اعلاميا...... لم ولن يتغير . لان طبيعة الصراع ليس مع المحتوى الاسلامي بل مع وجوده اصلا ، ايا كان شكل ذلك: حزبا او كتابا او مواطنا او مدرسة ......
حتى وان أعلن راشد الغنوشي انه ملحد فانه لن ينجح في تغيير هذه الدوغما ، التي تمثل معتقدا مثاليا راسخا لا يتغير بتغير المكونات المادية !

هذه الطبيعة الثقافية للصراع السياسي تجعل هدفه ثقافيا وليس سياسيا. الهدف اذن ليس هزم النهضة كحزب سياسي، بل توفير شروط منعها من الوجود السياسي، كبداية لتوفير شروط القضاء عليها ماديا ! اي فرض هوية مادية قسرية للمجال السياسي في تونس، تقوم على نظرية العمل والإنتاج فقط !

يضحكني حال شكيب الدرويش والنهضة وهم يحاولون إقناع اعدائهم بأنهم مخطؤون وكانهم لا يعلمون انهم مقتنعون تماما بذلك !