ديبلوماسية " الكورونا " ....

ديبلوماسية " الكورونا " ....

بقلم أنور الغربي

كنت نشرت عدد من التدوينات والمقالات بخصوص أداء الديبلوماسية التونسية و كنت أكدت بأن ما يحصل حاليا يحتاج لمراجعات عميقة وجدية واعادة النظر في التوجه الحالي حتى تعود الديبلوماسية للقيام بدورها ولا تكتفي بدور المنفذ للتوجيهات والتعليمات .

ثلاثة أحداث حصلت هذه الايام تحتاج أن نتوقف عندها لفهم ما يجري

1 سد النهضة – حيث سارعت البعثة الدائمة في نيويورك الى دعوة مجلس الامن للانعقاد وحصل ذلك دون اعداد جيد ودون وتحضيرات أو تنسيق مع شركاء والنتيجة أن بلادنا وجدت نفسها وحدها تدافع على ملف غير واضح لديها وغير قادرة على الاجابة على الاسئلة المطروحة ولا الدفاع على قرار قدمته باسمها ويعارضها فيه جميع الاعضاء في المجلس وهي سابقة خطيرة تستوجب مساءلة الجهة التي دفعت بديبلوماسية لهذا النهج المتسرع والغير محسوب العواقب. منذ ايام أعلنت أديس ابابا عن خطة واضحة بالنسبة لها ولكن القاهرة والخرطوم عجزتا على تقديم تصور بديل يقنع بقية الاطراف - اليوم أعلنت كل من واشنطن والاتحاد الاوروبي والصين دعمهم لتمشي الاتحاد الافريقي بما يعني تبني رواية أديس ابابا وأمس أعلنت كل من روسيا وايطاليا عن صفقات جديدة مع أثيوبيا.

2 جلب اللقاحات والمستلزمات الطبية - لقد سارعت العديد من البلدان الى التجاوب مع الدعوات لتوفير اللقاحات وشارك في هذه الجهود الرؤساء الثلاث - الدولة و الحكومة والبرلمان - ونواب اضافة الى جهود الجمعيات وعديد الشخصيات التونسية المقيمة في الخارج ولكن كان من المفترض أن يكون هذا الجهد بالتنسيق الكامل مع السفارات والبعثات التونسية المعنية وأن يقع تشجيع السفراء والقناصل العامين والديبلوماسيين لأستعمال علاقاتهم ومناصبهم وأن يكونوا في مقدمة الصفوف .

3 التعامل مع المساعدات – لم نفهم الى اليوم سبب استثناء "المساعدات المصرية" بالتغطية الاعلامية الكبيرة مع حضور شخصي لوزير الخارجية ومستشار من رئاسة الجمهورية مع الترحيب الكبير وهذا ما لم نراه مع المساعدات الاخرى على أهميتها الكبرى مقارنة بالمساعدات المصرية وربما يقع تلافي الخلل مع الاشقاء الجزائريين المتواجدين في تونس حاليا .

مجددا أذكر أن الديبلوماسية تبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية بالتشاور والتنسيق مع رئيس الحكومة وأنه من واجب النواب مراقبة عمل الوزارات ومساءلة المسؤولين والتصويت على اي اتفاقات دولية تلزم الدولة التونسية أو اي تغيير في التوجه الرسمي للبلاد بعيدا عن الاجتهادات والتاويلات والخطابات والرغبات .

التعليقات

علِّق