دراسة: هناك ارتباط وثيق بين سكري النوع الثاني وأمراض أوعية دموية تُقصّر الحياة

 دراسة: هناك ارتباط وثيق بين سكري النوع الثاني وأمراض أوعية دموية تُقصّر الحياة

أظهرت دراسة حديثة نشرت مؤخراً في مجلة Frontiers in Endocrinology1 ارتفاع خطر إصابة مرضى السكري من النوع الثاني في الشرق الأوسط وأفريقيا باضطرابات أوعية دموية تُقصّر الحياة كأمراض القلب واعتلال الكلى والسكتة الدماغية.

تسجل البلدان العربية وجنوب أفريقيا أعلى معدلات الإصابة بسكري النوع الثاني في العالم، وبنسبة تتجاوز 12 بالمئة من أفراد الفئة العمرية 20-79 عاماً2. ولم تُجرى حتى الآن دراسة دقيقة لمعدلات الإصابة بأمراض الأوعية الدمويةالمصاحبة لسكري النوع الثاني، ولكن هذا التحليل متعدد القطاعات والأول من نوعه لبيانات ميدانية من الشرق الأوسط وأفريقيا يكشف حجم التحدي في المرحلة الأولى من المرض. فقد جمعت البيانات من 12 بلداً هي الجزائر والبحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان وعمان والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وتونس وتركيا والإمارات العربية المتحدة من أشخاص بدأوا استخدام علاجات الخط الثاني لخفض سكر الدم3.

تظهر الدراسة أنه من بين المصابين بسكري النوع الثاني في المنطقة اليوم:

 يعاني أكثر من 40 بالمئة من ارتفاع مستويات الدهون في الدم وارتفاع ضغط الدم.

 يعاني 16.9 بالمئة من مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة كالاعتلال الكلوي السكري والاعتلال العصبي السكري واعتلال الشبكية السكري.

يعاني 8.7 بالمئة من مضاعفات الأوعية الدموية الكبيرة كأمراض الشريان التاجي وأمراض الشرايين الطرفية والسكتات الدماغية.

ومع ازدياد حالات الإصابة بسكري النوع الثاني، تحذر الدراسة بأن الدول ستشهد أيضاً زيادة في مضاعفات الأوعية الدموية المزمنة للسكري والتي تؤثر سلباً على جودة الحياة، وتسبب زيادة الأمراض والوفيات. وتذكر أن الرجال والمسنين والمصابين بارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون في الدم هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض مزمنة.

ويوصي مؤلفو الدراسة الحكومات ومزودي الرعاية الصحية باتخاذ خطوات عاجلة لتحسين الوقاية من سكري النوع الثاني والأمراض المرتبطة به وعلاجها كتحسين إدارة السكري، والتقييم المبكر لعوامل الخطر، والكشف عن وجود أمراض مزمنة أثناء تشخيص السكري.

 تقول الدكتورة خديجة حافظ، زميلة الكلية الملكية للأطباء في إدنبرة وأخصائية السكري في هيئة الصحة بدبي ومساهمة رئيسية في هذه الدراسة: "تعاني منطقتنا من أعلى معدل للإصابة بالسكري في العالم، وإذا لم نستثمر في أساليب جديدة ومحسنة لتشخيص المرض وعلاجه، فسنشهد على الأرجح ارتفاعاً في الأمراض المزمنة التي تُقصّر الحياة". وتضيف: "تشكل البحوث المنشورة في هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم ضخامة التحدي وضرورة اتخاذ السلطات الصحية تدابير وقائية أفضل".

ويقول الدكتور فيراج راجادياكشا، المدير الطبي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة أسترازينيكا وأحد المشاركين في كتابة هذه الدراسة: "تلقي هذه الدراسة الحديثة الضوء على الروابط بين سكري النوع الثاني ومضاعفات الأوعية الدموية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتكشف عن الحاجة الملحة إلى تنفيذ تدابير وقائية مبكرة تساعد في تقليل عبء المرض وإنقاذ الأرواح. فاتخاذ خطوات مثل تقييم مخاطر إصابة مرضى السكري بأمراض الأوعية الدموية، والكشف عن وجود أمراض مزمنة عند تشخيص الإصابة بالسكري، يترك أثراً كبيراً على حياة وسبل عيش المصابين بهذا المرض في منطقتنا".

تستند هذه الدراسة على بيانات دراسة DISCOVER التي استمرت ثلاث سنوات بعنوان "اكتشاف حقيقة علاج سكري النوع الثاني في بيئات واقعية"3. وهي تقدم تحليلاً أساسياً متعدد القطاعات يشمل 12 بلداً تمثل عينة دراسة DISCOVER في الشرق الأوسط وأفريقيا.

التعليقات

علِّق