خوفا من تنفيذ تعهّدات الرئيس الأمريكي الجديد : السعودية تطلق سراح الناشطة البارزة " لجين الهذلول "
بعد ثلاث سنوات قضتها في الحبس الاحتياطي وحكم قضائي بالسجن خمس سنوات وثمانية أشهر بتهمة " التحريض على تغيير النظام و خدمة أطراف خارجية" أفرجت السعودية عن الناشطة لجين الهذلول.
وقد أعلنت عائلة الناشطة السعودية لجين الهذلول يوم أمس الأربعاء 10 فيفري 2021 عن إفراج السلطات السعودية عنها.
واعتقلت السلطات السعودية الناشطة لجين الهذلول (31 عاما) مع ناشطات حقوقيات أخريات ضمن حملة اعتقالات في شهر ماي قبل أسابيع قليلة من رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في السعودية وهو الأمر الذي كانت تطالب به الناشطة بإلحاح وذلك ما أثار ردود فعل دولية منددة.
وقضت محكمة في الرياض بالسجن خمس سنوات وثمانية أشهر بتهمة بعد أن أدانتها بالتحريض على تغيير النظام و خدمة أطراف خارجية . لكن المحكمة أرفقت الحكم بوقف تنفيذه لمدة سنتين وعشرة أشهر وهو ما يعني أنها كانت قد قضت ثلاث سنوات تقريبا في الجبس الاحتياطي الأمر الذي عجل بخروجها. وحسب شقيقتها فقد قرّرت المحكمة منع لجين من السفر لمدة خمس سنوات.
ولقي الحكم على الهذلول استنكارا أمميا واسعا ووصف خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة التهم بأنها "زائفة " بموجب قوانين فضفاضة لمكافحة الإرهاب.
وإثر الإفراج عنها أعلن البيت الأبيض أن الرئيس " جو بايدن" الذي يتخذ نهجا أشد صرامة من سلفه " دونالد ترامب " تجاه السعودية يتوقع من الرياض تحسين
سجلها في مجال حقوق الإنسان بما في ذلك إطلاق سراح نشطاء حقوق المرأة وسجناء سياسيين آخرين. وقال " بايدن " متحدثا عن لجين الهذلول: " كانت مدافعة قوية عن حقوق المرأة وإطلاق سراحها من السجن هو الأمر الصائب الذي ينبغي القيام به".
وبدوره رحب الأمين العام للأمم المتحدة " أنطونيوغوتيريش " بالإفراج عنها. وقال المتحدث باسمه للصحافيين " لكنني أعتقد أن من المهم الإفراج أيضا عن الآخرين الذين يوجدون في نفس ظروفها و سجنوا لنفس الأسباب وإسقاط التهم الموجهة إليهم".
ويأتي خروج الهذلول من السجن بعد تعهد الرئيس الأمريكي " جو بايدن " بالتدقيق في سجل حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد الأمير محمد الذي ينظر إليه على أنّه الحاكم الفعلي للبلاد. ويبدو أن السعودية عملت على تسريع محاكمة من تصفهم بالمنشقّين بمن فيهم طبيب سعودي أميركي بارز خشية أن يتحول هؤلاء إلى أدوات مساومة في مواجهة مبكرة محتملة مع إدارة الرئيس بايدن. وكانت إدارة دونالد ترامب تغض النظر إلى حدّ بعيد عن كل ما تعتبره المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان انتهاكات في المملكة.
وللتذكير فإن " الهذلول " ناشطة سعودية تبلغ من العمر (31) عاماً وقد واجهت الاعتقال وتحملت مرارة السجن عدة مرات لمعارضتها حظر القيادة على النساء والدعوة لإنهاء نظام ولاية الرجل على المرأة . وقد اُتهمت السلطات السعودية بتعذيبها في السجن على لسان أفراد عائلتها.
التعليقات
علِّق