خلال امضاء عقد إطلاق أول قمر صناعي تونسي : غياب غريب للحكومة والمؤسسات الرسمية !

صنعت مجموعة " تالنات " يوم أمس 1 أفريل 2019 بمركز البحوث في الرقميات بصفاقس الحدث من خلال تنظيم حفل خاص لإمضاء عقد إطلاق أوّل قمر صناعي تونسي وهو " Challenge ONE " أو " التحدّي 1 " بواسطة الصاروخ الروسي " سوايوز- 2 " .
وقد حضر هذا الاحتفال وفد رفيع المستوى يمثّل المشغّل الروسي " سوايوز - 2 " من أجل إعطاء طابع رسمي للشراكة بين الجانبين بهدف تفعيلها خلال سنة 2020 .
وتولّى إمضاء العقد رسميّا السيد محمد فريخة الرئيس المدير العام لمجموعة " تالنات " من الجانب التونسي و السيد " Alexander V. SERKIN " الرئيس التنفيذي لخدمات إطلاق " GK" من الجانب الروسي بحضور ممثلة عن وكالة الفضاء الروسية وعدد غفير من وسائل الإعلام المختلفة ومدير القطب التكنولوجي ومدير مركز البحث في الرقميات وعدد من عمداء المؤسسات العلمية والتعليمية العالية التي يحتضنها القطب التكنولوجي بصفاقس إلى جانب مجموعة من مهندسي المجموعة و عدد كبير من طلبة الشعب العلمية والتكنولوجية الذين جاؤوا لاكتشاف جوانب من هذا الحدث الهام.
ويندرج مشروع إطلاق " التحدي 1 " في إطار تطوير البحث العلمي والابتكار ويهدف إلى تثبيت المفاهيم في التكنولوجيات الجديدة وتطوير التطبيقات المدمجة من أجل توسيعها في ما بعد على النطاق الكوني من خلال إطلاق كوكبة من 30 قمرا صناعيا .
وشهد الحفل عدة فقرات انطلقت بتقديم المشروع من قبل محمد الفريخة الذي أكّد مرة أخرى أن هذا المشروع يجسّد الإرادة القوية لمجموعة " تالنات " من أجل تطويع العلوم والتكنولوجيات الحديثة لخدمة البلاد رغم حملات التشكيك التي أطلقها البعض منذ الإعلان عن المشروع قبل حوالي عام . وأضاف رئيس " تالنات " أن المجموعة ماضية في تنفيذ مشاريعها العلمية والتكنولوجية بكل ثبات مؤكّدا أن هذا المشروع سيفتح لتونس آفاقا جديدة ستمكّنها من دخول " نادي الفضاء العالمي " الذي يدرك الجميع أن الانضمام إليه ليس في متناول كل الدول .
وقام مدير البحوث في مجموعة " تانات " بعرض تقني لمكونات النسخة الأولى من قمر " التحدّي 1 " مبرزا مراحل وكيفية تشغيله والمجالات التي سيستخدم فيها .
وقد كان هذا الحدث كذلك مناسبة تم فيها إمضاء اتفاقية تعاون في مجال الفضاء بين مجموعة " تالنات " ومركز البحوث في الرقميات بصفاقس .
وأكّد السيد " ألكسندر " أن المشغّل الروسي جادّ في تعامله مع مجموعة " تالنات " التي بلغته أصداء طيّبة عنها وعن جدّيتها وخاصة عن كفاءة العاملين فيها .
غياب غريب للحكومة والمؤسسات الرسمية ؟؟؟
كان هذا الجانب الإجابي في المسألة التي سجّلنا خلالها غياب كلّي لمؤسسات الدولة ( رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية ) وكأنّ هذا المشروع العلمي لا يعني إلا مجموعة " تالنات " والحال أنه مشروع وطني بامتياز. وحتى نواب مجلس الشعب فلم يحضر منهم سوى كلثوم بدر الدين و فتحي العيادي وفي هذا إشارة سلبية أيضا تفيد بأنه حتّى نواب صفاقس قد لا يعنيهم هذا المشروع .
أما غياب الدولة في مثل هذه المناسبة فيطرح أكثر من سؤال خاصة أن العالم كلّه قد شاهد سابقا كيف كان الوزراء وكتاب الدولة والنواب والمسؤولين الكبار يتهافتون على تدشين مقهى أو " كوشة " مثلما حدث منذ أيام بصفاقس بالذات . فأين وزير التكنولوجيا ووزير الصناعة وكافة المسؤولين الذين كان يفترض حضورهم قبل أي شخص آخر؟. هل إن هذا الأمر لا يعنيهم ولا يعني تونس في المقام الأول ؟.
ولم يقتصر الغياب على رئاسة الحكومة إذ شمل أيضا رئاسة الجمهورية التي يبدو أنها ما زالت منتشية بالقمة العربية فنسيت أن لها واجبات حتى من الناحية المعنوية تجاه أي طرف يعمل بجدية من أجل مصلحة البلاد و جلب النفع لها .
ج - م
التعليقات
علِّق