خلافا لموقف الحقوقيين والمجتمع المدني في تونس : العجرودي " يحجّ " إلى سفارة السعودية

خلافا لموقف الحقوقيين والمجتمع المدني في تونس : العجرودي " يحجّ " إلى سفارة السعودية


أثارت الزيارات المتكررة لعدد من السياسيين التونسيين لمقرّ سفارة المملكة العربية السعودية  في الفترة الأخيرة استغراب عديد الملاحظين ، باعتبار أن الديبلوماسية وسياسة الدولة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والخارجية ليست من اختصاص السياسيين بل هي من اختصاص  رئيس الدولة أو وزارة الخارجية .
وفي الوقت الذي تشيد فيه كل وسائل الاعلام الحرة سواء العربية أو الاجنبية بموقف الشعب التونسي والمجتمع المدني ونقابة الصحفيين التونسيين والمثقفين وقطاع المحاماة الرافض للزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى تونس على جناح السرعة وفي عتمات الليل، خرج رجل الاعمال والسياسي محمد العياشي العجرودي على صفحته الرسمية لينقل خبر استقباله من قبل سفير المملكة العربية السعودية محمد بن محمود العلي والتأكيد بأن اللقاء تناول جملة الاستثمارات و المساعدات السعودية المهمّة لتونس في مجالات الطاقة و البنية الاساسية و الصحة و المرافق العامة وغيرها من الشعارات الرنانة الاخرى .
وتساءل المتابعون للشأن السياسي عن " تايمينغ " لقاء العجرودي بسفير المملكة في تونس وعن الحجم السياسي الذي يمثله في تونس خاصة وأنه لا ثقل سياسي له ولا يملك اي كتلة برلمانية في البرلمان او مقرات في تونس لحزبه الميكروسكوبي ولا أنصار ولا هم يحزنون .
البعض الاخر اعتبر أن " العياشي " اختار الاصطفاف وراء المحور الاماراتي السعودي المعادي للثورة التونسية وأن زيارته للسفير السعودي محاولة منه لتبييض صورة ولي العهد السعودي المتهم بقتل المعارض والصحفي جمال خاشقجي وتشريد وقتل الالاف من الشعب اليمني الشقيق فضلا عن هندسته لصفقة القرن حول التنازل عن القضية الفلسطينية . كما اعتبر البعض الاخر من رواد شبكات التواصل الاجتماعي ان العياشي حاول من خلال " الحج " الى سفارة المملكة بتونس البحث عن بعض الفتاة والبيترودولار لتمويل حملته الانتخابية القادمة ، سيما وأنه يطمح لرئاسة تونس . وبين هذين الرأيين تبقى الايام القليلة القادمة كفيلة للكشف عن خفايا زيار العجرودي لسفارة السعودية واصطفافه الى جانب بن سلمان عوض الاصطفاف وراء موقف شعبه .
ولا بدّ في خضمّ هذه الفوضى العارمة أن تتحمل الدولة مسؤولياتها وتوقف نزيف زيارات السياسيين إلى مقرات السفارات واصطفافهم وراء أجندات معينة وتسببهم في جرّ تونس إلى صراعات خارجية لا ناقة لها وفيها لا جمل .

التعليقات

علِّق