خلافا للرواية الرسمية : الرئيس تعرّض إلى الإحراج في مصر !

خلافا للرواية الرسمية : الرئيس تعرّض إلى الإحراج في مصر !
 
بقطع النظر عن الكلام الرسمي الذي يقال هنا أو هناك ويؤكّد أن زيارة الرئيس الباجي قائد السبسي إلى مصر كانت " ناجحة ومفيدة ...  وتبادل خلالها الرئيسان وجهات النظر في القضايا ذات الإهتمام المشترك ..." وغير ذلك من الكلام لا نعتقد أنها كانت ناج كليا  بل نعتقد انها   كانت مضنية ومحرجة للرئيس وللشعب التونسي الذي يمثّله طالما أنه رئيس كل التونسيين .
ولئن تباينت المواقف من هذه الزيارة  واختلفت فإن الثابت أن السبسي وجد نفسه في بعض المواقف الحرجة التي حاول البعض التخفيف من وطأتها على غرار الناطق الرسمي للرئاسة معزّ السيناوي الذي قال على سبيل المثال إن عبارة الرئيس المصري التي قال فيها " سيادة الرخيص " ليست سوى زلّة لسان وليس فيها أي نوع من الإهانة مثلما قال البعض لا للرئيس السبسي ولا للشعب التونسي حسب رأيه ... أو عندما قال إن غياب العلم التونسي عن قاعة الإجتماعات  يعود إلى التزام الوفد التونسي بالبروتوكول المصري الذي لا يجيز إلا رفع العلم المصري في قاعة الإجتماعات مهما كان اسم الرئيس الزائر حسب رأي السيناوي  الذي ربما لا يعلم أن هناك بروتوكولا عالميا يفرض رفع علمي البلدين معا وأن مصر لا يمكن أن تمثّل استثناء في هذا المجال. وفي خصوص ما قاله السبسي عن زيارته التي تعتبر الأولى من نوعها لرئيس تونسي منذ حوالي ربع قرن أكّد السيناوي أن الأمر صحيح وأن زيارة المرزوقي لمصر تندرج في إطار زيارات المجاملات لا غير.
هذا الكلام الذي قاله الناطق الرسمي اعتبره البعض ذرّ للرماد على العيون لأخم يعتقدون  أن رئيسنا تعرّض إلى مواقف قد تكون مبرمجة في مصر. فخلافا للعادة في الزيارات الرسمية لم يستقبل السيسي ضيفه في المطار بنفسه ولم يكلّف رئيس حكومته على الأقل بهذه المهمّة بل أرسل له وزير الصناعة بما يوحي بأن الرئيس السبسي ذهب إلى مصر يستجدي مشاريع أو مساعدات في مجال اختصاص الوزير الذي استقبله في المطار وهذا طبعا سوء تقدير للرئيس  التونسي وللشعب التونسي لا يمكن للسيناوي أن ينكره ولا يمكن لنا أن نقبله لأن السبسي رئيسنا وفي مصر كان يمثّلنا. كما يدرك الكثير في تونس أن إحدى النقاط التي ربّما كانت في برنامج السبسي هي أن يجعل من السيسي وسيطا بينه وبين بعض الأطراف الخليجية التي شهدت علاقتنا معها فتورا لا مثيل له . فهل حاولت هذه الاطراف فعلا افشال او التقليل من قيمة هذه الزيارة ؟
ولكلّ ما سبق  يعتقد منتقدي  هذه الزيارة أن تحوّل السبسي إلى مصر لم يكن في محلّه  ولم يقدّم الاضافة المرجوة الى تونس . لكن مهما يكن من امر فإننا نستغرب من مواقف بعض الاطراف التي روّجت الى المواقف المحرجة التي تعرض لها الوفد التونسي في مصر ،فمهما اختلفنا أو اختلفتم فكريا أو سياسيا مع السبسي فهو رئيس تونس وهو يمثّلنا جميعا في كل زيارة وفي كل موقف أو قرار رسمي يتخذه . 
جمال المالكي 

التعليقات

علِّق