خطير/ صفحات تواصل اجتماعي تبيع الممنوعات وتمارس التحيّل.... أين سلطة الاشراف؟

خطير/ صفحات تواصل اجتماعي تبيع الممنوعات وتمارس التحيّل.... أين سلطة الاشراف؟

بقلم: ريم بالخذيري

صفحات التواصل الاجتماعي في تونس لم تعد مجرد فضاء للتعارف و التعبير الراقي عن قضايا مشتركة بيننا بل تحوّلت الى سوق سوداء تمارس فيها كل أنواع التجارة المباحة و المحرّمة  .ولئن تطالعنا بعض الصفحات على "فيس بوك" و "أنستغرام" مرتبطة بشركات كبرى و لها سمعتها نستفيد منها ومن خدماتها الاّ أن أغلب الصفحات أصبحت تمثل خطرا على الصحة وتمثل واجهات للتحيّل يصعب تتبعها وأهمها البيع عن بعد أو ما يسمى زورا vente en ligne.

التونسيون معروفون أنهم من أكثر الشعوب استعمالا للفيس و الأنستغرام ومختلف المنصات الاجتماعية  وقد بيّنت دراسة حديثة  أنجزتها مؤسسة "ميديا نت" أنّ عدد التونسيين الذين يملكون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يبلغ 7 ملايين و700 ألف تونسي، وذلك بتطور بلغ 14 بالمائة مقارنة بعددهم خلال شهر جانفي 2023، وهي نسبة تُمثل 58 بالمائة، و قريبة من معدل مسجل عالميا بنسبة 66 بالمائة ما يمثل 5.4 مليار.

و يبلغ عدد التونسيين المستخدمين لـ "انستغرام" 3 ملايين و512 ألف تونسي، بنسبة تطور بلغت 19 بالمائة، مقارنة بما سُجِّل خلال شهر جانفي 2023، بينما يُقدّر عددهم على موقع "لينكد إن" بـ 2 مليون و320 ألف تونسي.

هذه الصفحات المتحدّث عنها والتي يتواصل معها التونسيون بمختلف فئاتهم وأعمارهم تنشط في كل المجالات و الخطير أنّ لا هوية لها سوى رقم هاتف للاتصال يتم اغلاقه حالما تسلمك ما اشتريته مغشوشا وغير مطابق لما تم الترويج له على الصفحة.وهي عموم تروج لسلع مجهولة المكونات و المصدر.

أمّا الأخطر من ذلك فتلك الصفحات التي تبيع الأدوية و الأوهام من قبيل الأدوية للخصوبة أو لمقاومة أمراض المعدة و القولون و المفاصل .ومن هذه الأدوية ماهو مخدّر ويدخل ترويجه في باب الجريمة وترويج المخدرات حيث أقدمت  مثلا صفحة على ترويج "بخّاخ" تزعم أنه مهدّأ للأعصاب و مساعد على النوم ويرش على الفراش قبل النوم وخاصة "المخدّة" وقد أكد لنا أكثر من طبيب أنّ هذا المنتج المجهول المصنع هو أقرب الى المخدرات منه الى الدواء و أنه خطير جدا على الأعصاب.علما وأن الأدوية المهدئة و المساعدة على النوم لايمكن تناولها سوى بوصفة طبية و هي ليست من الأدوية العادية التي تباع دون وصفة.

هذه الصفحات تحوّلت الى ظاهرة خطيرة وعلى السلط المعنية تتبعها  و محاسبة أصحابها فهم لايمارسون التجارة الموازية فحسب وانما هم يمارسون التحيل و الدجل و الاجرام.

التعليقات

علِّق