خطير: تونس دون كهرباء في الأيام القادمة والظلام يهدد البلاد...

وضعت الاعتصامات والاحتجاجات التي يقودها المعطلون عن العمل البلاد التونسية امام خطر كبير يتمثل في نفاذ المخزون الطاقي من الكهرباء في الأيام القادمة.
وفي ظل خطر كبير يسمى الكورونا ستكون البلاد عاجزة عن انتاج الكهرباء ما لم يتدخل المسؤولون ويجدوا حلولا جذرية وغير مؤقتة تبعد البلاد عن ازمة لا يحمد عقباها.
وتستورد تونس نحو 55% من مخزونها في الكهرباء من الجزائر وحسب اخر المعطيات فقد استهلكت البلاد هذا المخزون ليبقى التعويل على المنتوج المحلي والذي يمثل قرابة 45 ابرز مخرج لإنقاذ البلاد من كارثة حقيقية.
وتسببت الاحتجاجات في الجنوب التونسي وخاصة منطقة الكامور في تعطيل انتاج الغاز الطبيعي والنفط وذلك بعد أن اقدم المحتجون على غلق محطة الضخ الرئيسية والتي تنقل 40 % من انتاج النفط و20% من انتاج الغاز الطبيعي.
وتشهد أبرز محطات معالجة الغاز الطبيعي والنفط اعتصامات واحتجاجات مدعومة من اتحاد الشغل وذلك للمطالبة بالتشغيل وتفعيل اتفاق الكامور الأخير في ظل ازمة خانقة تمر بها البلاد التونسية.
وكان العمل قد توقف مؤخرا في حضيرة مشروع غاز الجنوب في حقل نوارة في ولاية تطاوين بسبب احتجاجات العمال وغلق محطة الضخ الرئيسية. ويمثل الحقل ابرز مزود لشركة الكهرباء والغاز بالغاز التونسي.
وأفادت الصباح نقلا عن مصادرها ان الشركات النفطية العاملة بالجنوب تفكر جديا في اعلان البطالة الفنية والتوقف عن دفع الأجور وهو ما سيضع البلاد التونسية امام كارثة حقيقة.
وتعرف البلاد التونسية حاليا ازمة سياسية كبيرة اثرت بشكل كبير على الأداء في جميع الوزارات والإدارات العمومية والمرافق الأساسية ما دفع وزير الطاقة والمناجم والانتقال الطاقي منجي مرزوق الى اطلاق صيحة فزع والتحذير من أن تونس مقبلة على خطر محدق بنفاد امدادات الغاز عن محطات انتاج الكهرباء التي تعتمد بشكل كلي على الغاز الطبيعي لتزويد البلاد بالكهرباء و المطالبة بالتدخل الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وبينت وزارة الطاقة في تقرير لها حول القطاع الطاقي لشهر ماي 2020 أن الانتاج الموجه الى السوق المحلية قد تراجع بنسبة 6 %.
وسيكون القطاع الصناعي ابرز متضرر في حال تراجع الإنتاج أو توقفه تماما ويتصدر هذا القطاع قائمة كبار المستهلكين من الكهرباء بنحو 60 %.
ومن المنتظر أن يعلن هشام المشيشي اليوم الاثنين 24 أوت عن تركيبته الحكومية ومن ثم ستعرض على البرلمان لنيل الموافقة.
وفي حال نيل الثقة فان الحكومة الجديدة ستكون مطالبة بالنظر في هذا الموضوع في اسرع وقت وايجاد حلول كفيلة باعادة انتاج الغاز الطبيعي الى مستوياته العادية والا فان البلاد ستغرق في ظلام دامس لا يمكن أن نعرف متى سينتهي.
أيمن الوافي
التعليقات
علِّق