حوادث قطارات وإضرابات في " البوسطة " و" الستاغ " والبلديات : هل هي مجرّد صدف أم بفعل فاعل ؟

حوادث قطارات وإضرابات في " البوسطة " و" الستاغ " والبلديات : هل هي مجرّد صدف أم بفعل فاعل ؟

شهد الأسبوع الجاري ومن الصدف الغريبة  جملة من الأحداث والحوادث التي لو أردنا تجميعها عنوة لما استطعنا إلى ذلك سبيلا . فقد عشنا يوم الاثنين على وقع حادثتي القطارات بين العاصمة ومنطقة الكريب من ولاية سليانة ... ثم انطلق إضراب أعوان البريد في وقت حساس يتزامن مع صرف جرايات المتقاعدين ( وهم للأسف الشديد الحلقة الأضعف التي لا يفكّر فيها أحد ) ... ثم يأتي إضراب البلديين ليزيد البلاد غرقا في النفايات والأوساخ وهي ( البلاد ) التي ما فتئت منذ 2011 تغرق في الأوحال والمزابل يوما بعد يوم وعاما بعد عام ...ولا حياة لمن تنادي... وتختم هذه الأحداث بإعلان أعوان " الستاغ " الدخول في إضراب بيومين ... ولم يعد ناقصا إلا أن يعلن رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة دخولهما أيضا في إضراب مفتوح احتجاجا على ما  آلت إليه الأوضاع في هذه البلاد... وما زال ..ما زال .

وبقطع النظر عن مطالب كل هؤلاء المضربين وإن كانت شرعية أو اعتباطية فإن الأكيد أن الكثير من الناس في هذه البلاد باتت لهم قناعة بأن ما يحدث ليس بريئا بالمرة . فهذا التزامن العجيب يوحي بأن هناك " قائد أركسترا " يختفي في مكان ما ويوجّه الجوقة في كافة الاتجاهات لغايات لم تعد خافية على أحد. لكن من هو هذا القائد وهل يتمكّن من الوصول إلى غايته التي تتمثّل أساسا وحسب رأيي المتواضع في :

- إيقاف مسار 25 جويلية الذي ألحق أضرارا جسيمة بمصالح الكثير من الأحزاب والسياسيين والنواب الذين كانوا ينتعشون ويتمعّشون من منظومة  ما قبل 25 جويلية .

- إفشال مسار ما بعد 25 جويلية في محاولة للعودة إلى ما كانت البلاد عليه تحت غطاء " العودة إلى الديمقراطية والشرعية " وغير ذلك من الشعارات التي لم يسع الحاكمون آنذاك إلى تجسيدها لأن أغلبهم لم يكن يؤمن بها أصلا.

- زرع الفوضى في البلاد في كافة القطاعات في محاولة لإظهار أن السلطة الحالية هي المسؤولة عن كل ما يحدث ... وبالتالي دفع الناس إلى التمرّد عليها ... ولنا في ما قال المنصف المرزوقي مؤخرا خير دليل إذ لم يتورّع عن القول إن هناك خطّة تم الاتفاق عليها لعزل رئيس الجمهورية بواسطة انقلاب وإن بديله جاهز.

- دفع اتحاد الشغل إلى تبنّي كافة الإضرابات والتحركات الاجتماعية بما فيها العشوائية وبذلك يصطف الاتحاد إلى جانب معارضي الرئيس الذين لا يخفون أنهم يعملون اليوم بكل الوسائل على إسقاط منظومة الحكم الحالية ويلتقي هنا في المطالب اليمين مع اليسار والعدو مع العدوّ ( سياسيّا طبعا ) ... والشامي مع المغربي مثلما يقال في خلطة عجيبة لا يمكن أن توجد إلا في تونس .

- إيقاف حملات التصدي للاحتكار والمضاربة غير المشروعة التي ضربت في الصميم مصالح الكثير من " كبار القوم " سواء من السياسيين أو من النواب الذين اتضح أنه بعضهم يعيش من دماء الشعب الذي انتخبه وأوكل له مهمة الدفاع عنه فخان الأمانة ولم يدافع إلا عن مصالحه بعيدا عن مصالح الشعب.

- مع حصول كل هذه الأشياء معا يتصوّر البعض أن قطار 25 جويلية سيتوقف عن المسير وأن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه فلا استشارة ولا استفتاء  ولا دستور جديدا ولا انتخابات ولا هم يحزنون ...

 ويبقى السؤال دائما : هل ينجح هؤلاء في تحقيق هذا " المخطّط " إذا اتضح فعلا أنه مخطط أم ستكون مجرد أضغاث أحلام يستفيق منها أصحابها فلا يجدون منها شيئا؟؟؟.

جمال المالكي

شهد الأسبوع الجاري ومن الصدف الغريبة  جملة من الأحداث والحوادث التي لو أردنا تجميعها عنوة لما استطعنا إلى ذلك سبيلا . فقد عشنا يوم الاثنين على وقع حادثتي القطارات بين العاصمة ومنطقة الكريب من ولاية سليانة ... ثم انطلق إضراب أعوان البريد في وقت حساس يتزامن مع صرف جرايات المتقاعدين ( وهم للأسف الشديد الحلقة الأضعف التي لا يفكّر فيها أحد ) ... ثم يأتي إضراب البلديين ليزيد البلاد غرقا في النفايات والأوساخ وهي ( البلاد ) التي ما فتئت منذ 2011 تغرق في الأوحال والمزابل يوما بعد يوم وعاما بعد عام ...ولا حياة لمن تنادي... وتختم هذه الأحداث بإعلان أعوان " الستاغ " الدخول في إضراب بيومين ... ولم يعد ناقصا إلا أن يعلن رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة دخولهما أيضا في إضراب مفتوح احتجاجا على ما  آلت إليه الأوضاع في هذه البلاد... وما زال ..ما زال .

وبقطع النظر عن مطالب كل هؤلاء المضربين وإن كانت شرعية أو اعتباطية فإن الأكيد أن الكثير من الناس في هذه البلاد باتت لهم قناعة بأن ما يحدث ليس بريئا بالمرة . فهذا التزامن العجيب يوحي بأن هناك " قائد أركسترا " يختفي في مكان ما ويوجّه الجوقة في كافة الاتجاهات لغايات لم تعد خافية على أحد. لكن من هو هذا القائد وهل يتمكّن من الوصول إلى غايته التي تتمثّل أساسا وحسب رأيي المتواضع في :

- إيقاف مسار 25 جويلية الذي ألحق أضرارا جسيمة بمصالح الكثير من الأحزاب والسياسيين والنواب الذين كانوا ينتعشون ويتمعّشون من منظومة  ما قبل 25 جويلية .

- إفشال مسار ما بعد 25 جويلية في محاولة للعودة إلى ما كانت البلاد عليه تحت غطاء " العودة إلى الديمقراطية والشرعية " وغير ذلك من الشعارات التي لم يسع الحاكمون آنذاك إلى تجسيدها لأن أغلبهم لم يكن يؤمن بها أصلا.

- زرع الفوضى في البلاد في كافة القطاعات في محاولة لإظهار أن السلطة الحالية هي المسؤولة عن كل ما يحدث ... وبالتالي دفع الناس إلى التمرّد عليها ... ولنا في ما قال المنصف المرزوقي مؤخرا خير دليل إذ لم يتورّع عن القول إن هناك خطّة تم الاتفاق عليها لعزل رئيس الجمهورية بواسطة انقلاب وإن بديله جاهز.

- دفع اتحاد الشغل إلى تبنّي كافة الإضرابات والتحركات الاجتماعية بما فيها العشوائية وبذلك يصطف الاتحاد إلى جانب معارضي الرئيس الذين لا يخفون أنهم يعملون اليوم بكل الوسائل على إسقاط منظومة الحكم الحالية ويلتقي هنا في المطالب اليمين مع اليسار والعدو مع العدوّ ( سياسيّا طبعا ) ... والشامي مع المغربي مثلما يقال في خلطة عجيبة لا يمكن أن توجد إلا في تونس .

- إيقاف حملات التصدي للاحتكار والمضاربة غير المشروعة التي ضربت في الصميم مصالح الكثير من " كبار القوم " سواء من السياسيين أو من النواب الذين اتضح أنه بعضهم يعيش من دماء الشعب الذي انتخبه وأوكل له مهمة الدفاع عنه فخان الأمانة ولم يدافع إلا عن مصالحه بعيدا عن مصالح الشعب.

- مع حصول كل هذه الأشياء معا يتصوّر البعض أن قطار 25 جويلية سيتوقف عن المسير وأن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه فلا استشارة ولا استفتاء  ولا دستور جديدا ولا انتخابات ولا هم يحزنون ...

 ويبقى السؤال دائما : هل ينجح هؤلاء في تحقيق هذا " المخطّط " إذا اتضح فعلا أنه مخطط أم ستكون مجرد أضغاث أحلام يستفيق منها أصحابها فلا يجدون منها شيئا؟؟؟.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق