حنين إلى الماضى البغيض : عبير موسي ستقدم دستورا جديدا للبلاد وتهدد بالشارع إذا تمّ رفضه

حنين إلى الماضى البغيض : عبير موسي ستقدم دستورا جديدا للبلاد وتهدد بالشارع إذا تمّ رفضه


يبدو أن عبير موسي الأمين العام المساعد لحزب التجمّع الذي كان له " الفضل الكبير " في تخريب هذه البلاد تؤمن كثيرا بمقولة " خالف تعرف "  وتعمل وفقها في كل ما تقوم به من تصرفات وتصريحات .
وفي هذا الإطار قالت خلال اجتماع لحزبها المستنسخ  ( بتشويه واضح ) عن حزب الدستور إن حزبها سيقدّم يوم 20 مارس الجاري " مشروع دستور جديد للبلاد هو الآن في لمساته الأخيرة وسيكون مفتاح خروج تونس من الأزمة التي تعيشها " حسب رأيها " السديد " طبعا .
وقالت في نفس السياق " لا بدّ من تعديل النظام السياسي الحالي الهجين الذي يتميّز بتشتت السلطة وهو يرتكز على التوافقات  التي سمحت للّوبيات بفرض سلطتها من خلال وضع نظام سياسي يضمن سلطة الدولة ويمنح السلطة التنفيذية القدرة على أخذ القرارات وإدارة حدس الدولة  ( وربما نواياها ) ومن خلال وضع أدوات رقابة لضمان الديمقراطية وحرية الصحافة والتعددية الحزبية ...".
وقالت آخر أمين عام مساعد لآخر حزب أفسد على التونسيين حياتهم  قبل  2011 : " إن هذا الدستور الجديد سيكون البديل وسوف يقوم حزبنا بتقديمه  أثناء تجمّع لقواعدنا وإلى وسائل الإعلام التونسية والأجنبية  وإلى رئاسة الحكومة ومجلس نواب الشعب وكافة المنظمات الأخرى ". وأضافت أيضا " إذا قوبل مقترحنا بالإيجاب فإننا مستعدّون للحوار وإذا رفض فسننزل إلى الشارع لنقدّمه إلى منابر للحوار ".
وبما أن مجادلة هذا النوع من البشر مضيعة للوقت في رأيي فإني سأكتفي بالإشارة إلى أن مشروع عبير موسي واضح من عنوانه . فإذا كانت تعيب على دستور 2014 أنه وضع آليات رقابة تضمن الديمقراطية وحرية الصحافة والتعددية الحزبية فبكل تأكيد أن ما تطرحه مخالف تماما لما جاء به هذا الدستور وإلا لم الإعتراض أصلا ؟.
ومعنى أن تكون عبير موسي معترضة على هذه النقاط التي أردت أن تكون مجرد مثال فهو أنها تؤمن شديد الإيمان بتجميع السلطات في شخص واحد ( الرئيس بالتأكيد ) وبفكرة الحزب الواحد وبأن بلادنا ليست في حاجة إلى حرية صحافة وتعددية حزبية ولا هم يحزنون ... فقط ما زالت عبير موسي وأمثالها يحنّون بنهم شديد إلى العهد الماضي  الذي زرع  فيهم نزعة الاستبداد  ولأنهم لا يجدون أنفسهم في نظام سياسي يسحب البساط من تحت أقدامهم  ويقطع الطريق أمام أطماعهم وحساباتهم التي  أتحدّى أيّا منهم أن يثبت أنها كانت في يوم من الأيام لصالح الوطن .
أعود الآن من حيث البداية لأقول إن عبير موسي وبمجرّد أن تنساها وسائل الإعلام أو تتناساها حتى تبحث عن خرافة جديدة تعيدها إلى سطح الأحداث ... فقط لا غير .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق