حمّة الهمّامي " الفاسق " الذي أوصل الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج

حمّة الهمّامي " الفاسق " الذي أوصل الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج

 

مازال حوار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي  الذي  تم بثّه أول أمس على القناة الوطنية  يثير العديد من التعاليق وردود الأفعال المختلفة . ولعلّ ما شدّ انتباه من تابعوا الحوار أكثر كلمة " فاسق " التي وصف بها الباجي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمّة الهمامي .
وبعيدا عن  " الدفاع " عن حمّة الهمامي الذي لا يستحقّ دفاعي عنه أصلا  فإني أتّفق ما مع قاله منجي الرحوي وأرى معه  أن هذا التوصيف أو الوصف لا يليق بمقام رئيس للجمهورية من المفترض أن يكون أكثر رصانة  وأكثر هدوءا وعقلانية حتّى لو تعمّد محاوره استفزازه ... وهذا لم يحصل .
من جهة أخرى فإن العجب ( كل العجب ) من أشخاص يدافعون عن الباجي قائد السبسي بمنطق " معيز ولو طاورا "  ويحاولون أن يدافعوا عمّا لا يمكن الدفاع عنه أو تبرير ما لا يمكن تبريره بأيّة صفة مثلما يقول المثل الفرنسي . فقد فتح هؤلاء  ( ومنهم المستشارة سعيدة  قراش على ما يبدو ) أبواب التأويل على مصراعيها  لمحاولة إقناعنا بأن كلمة فاسق لا تحمل المعنى الذي  فهمه العرب والعجم  وربما حتى النصارى الذين تابعوا الحوار أو سمعوا بما حصل في ما بعد .
ودون الدخول في مهاترات لغويّة مع من لا يريدون أن يقتنعوا بأن الرئيس أخطأ  ويحاولون أن يجدوا له التبريرات والأعذار بكافة السبل والأساليب  أرى أن رئيس الجمهورية قد نسي بسرعة أن هذا  " الفاسق " هو الذي ساهم بقسط كبير في وصوله إلى قصر قرطاج  لسببين على الأقل وهما  اعتصام الرحيل الذي لعب فيه الهمامي وبقية مكونات الجبهة الشعبية دورا كبيرا جدا في الضغط على  " الترويكا " ومن ثمّ " إجبارها " على ترك الحكم ... والسبب الثاني أن الهمّامي " قطع الطريق " أمام الدكتور المنصف المرزوقي منافس الباجي الوحيد على منصب الرئيس في ذلك الوقت . ولو أن الهمامي وجماعته  من " قطّاع الطريق "   صوّتوا للمرزوقي آنذاك  لما كان الباجي قائد السبسي اليوم يسكن قصر قرطاج رئيسا  لهذه البلاد .
ولعلّ ما أتاه رئيس الجمهورية يثبت مرّة أخرى أن الباجي قائد السبسي لم ينس ( رغم مرور سنوات ) أنه رئيس حزب نداء تونس  فما فتئ بين الحين والآخر يتصرّف على هذا الأساس  ناسيا في المقابل أنه رئيس كافة التونسيين ممّن انتخبوه وممّن لم ينتخبوه  وأن رئيس التونسيين لا يجب أن ينحاز إلى أي تونسي على حساب تونسي آخر. وهذا الحوار أثبت مرّة أخرى أن الرئيس لم يتخلّص من طبيعته الانفعالية التي تجلت في أكثر من مرّة لأنه مطالب بكل ما أوتي من تجارب السنين بأن يتمالك نفسه وأعصابه وأن لا يردّ بحدّة أو بخروج عن الموضوع مهما كان الطرف المقابل مستفزّا  أو مهما تعرّض للنقد أو حتى الانتقاد لأنه يدرك ربما قبل غيره أن وجوده في منصب الرئيس  لا ينتظر منه أن  يقذفه معارضوه  بالورود والعطور بل يجب أن ينتظر كل شيء  مهما كان ومن أيّ كان  وفي أي وقت كان .
جمال المالكي  

التعليقات

علِّق