حملة شرسة وظالمة طالبت حتى بإعدام نواب استعملوا حقهم في التصويت !

في بعض الأحيان تقوم الدنيا ولا تقعد بسبب تافه أو حتى بلا سبب ... وفي أحيان أخرى تخرس الأفواه وتبتلع الألسن وتدخل الأقلام جحورها بالرغم من أنه كان على أصحابها أن يسنّوها وأن يشهروها في وجوه بعض السياسيين أو البرلمانيين الذين نعرف جميعا أنهم ارتكبوا أكبر الأخطاء التي لا تغتفر حتى لا نقول كلاما آخر...
واليوم تركت بعض الأقلام للأسف الشديد العالم كلّه وتجنّدت لشنّ حملة لا أظن أنها تسمع بالبراءة مجرّد السمع على نواب من مجلس نواب الشعب استعملوا حقّهم الدستوري في التصويت على قانون مكافحة الإرهاب . ولعل المؤسف والمؤلم في الحكاية أن الكثير من أصحاب هذه الحملة لا يفرّقون بين الديك والحمار أي بين من يصوّت ضدّ وهذا من حقّه وبين من يحتفظ بصوته وهذا أيضا من حقّه ... ولغايات ليست في نفس يعقوب لأنه بريء منها حاول أصحاب " النوايا الطيبة " إيهام الناس بأن النواب التسعة الذين احتفظوا بأصواتهم " رفضوا التصويت " أي أنهم حسب هؤلاء " الجهلة " ضدّ قانون الإرهاب ومع الأرهاب ويدعمون الإرهاب ... ولهم مصالح مع الإرهاب.
وذهب بعضهم إلى أبعد من هذا إذ نعت النوّاب بالخيانة وطالب آخرون برفع الحصانة عنهم تمهيدا لإعدامهم .إن ما يحدث بصراحة عيب ويبعث على الشك خاصة عندما يصدر عن أشخاص يدّعون أنهم متعلمون ومثقفون فماذا تركوا إذن للجهلوت ؟؟؟.
لقد استعمل النواب حقهم في التصويت بما يكفله لهم الدستور وإلا فأي معنى للديمقراطية إذا كنا جميعا نصوّت على طريقة " دجاج بولينا " أو على طريقة برلمان بن علي ؟. أما التخوين فهو نوع من التحريض على هؤلاء النواب وعلى الإساءة إليهم ... وهذا يشمله قانون الإرهاب لو يدري جماعة " معيز ولو طاروا ".
جمال المالكي
التعليقات
علِّق