حملة التلقيح المفتوحة ضدّ كورونا هي عمل وطنيّ رائع.. والتبخيس منها غير موضوعي.. ولا ينفع.. ولا يفيد تونس

 حملة التلقيح المفتوحة ضدّ كورونا هي عمل وطنيّ رائع..  والتبخيس منها غير موضوعي.. ولا ينفع.. ولا يفيد تونس

بقلم : أ.عبد اللطيف دربالة

كان يجب تنظيم مثل هذه الحملات الضخمة عدّة مرات منذ أشهر.. ولكنّ فشل رئيس الحكومة الأجوف هشام المشيشي الذي لم يحسن إدارة أزمة كورونا.. وتأخّر خاصّة في العمل على توفير التلاقيح في الوقت المناسب..

وكذلك تعاسة وزير الصحّة السابق فوزي مهدي.. حرمت تونس من تحصينها ضدّ وباء كورونا.. بما تسبّب في آلاف الوفيات عبثا..

رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد نفسه يتحمّل قسطا من تلك المسؤولية.. إذ لم يقم بدوره ومنذ بداية الأزمة بالمجهودات الواجبة عليه وطنيّا.. والتي قام بها مؤخّرا..

ابتدأت الحملة اليوم بتفاوت في نسب النجاح والوقاية والتنظيم..كانت هناك مناطق ومراكز تلقيح محكمة التنظيم دون اكتظاظ أو فوضى..وشهدت مراكز ومناطق أخرى فوضى واكتظاظا قد يتحوّل بدوره إلى بؤر عدوى..في النهاية.. انتظمت الأمور أكثر بمرور الوقت..

وخفّ الزحام الناتج عن إقبال غالبيّة الناس في نفس الوقت بساعات الصباح الأولى..وأصبحت الكثير من مراكز التلقيح شبه فارغة.. بحيث يمكن إنهاء العملية في وقت وجيز دون أيّ زحام أو طوابير..

وهو ما كان يشجّع على توافد عشرات وربّما مئات آلاف التونسيّين الإضافيّين.. خاصّة بعد الإعلان عن أنّه يمكن التمديد في الوقت إلى ما بعد السابعة مساء.. طالما هناك من ينتظر إتمام التلقيح داخل المراكز المخصّصة..

العمليّة لم تخل كالعادة.. وللأسف.. من توظيف سياسي..

نفس الذين اعتبروا زحام حملة العيد الفاشلة خطرا ومؤامرة وجريمة متعمّدة ضدّ الشعب.. متّهمين حكومة المشيشي.. كانت آراؤهم اتجاه نفس الزحام اليوم ناعمة.. بل وأحيانا على النقيض تماما..!!

والكثير أيضا من الذين لم يرغبوا في انتقاد فشل حكومة المشيشي في حملة يوم العيد.. اعتبروا الأمر فشلا ذريعا اليوم..!!

لكن وبعيدا عن المبالغة في الاتجاهين.. فإنّ الواقع أنّ حملة اليوم كانت أكثر تنظيما وفاعليّة.. باعتبار أنّه وقع التحضير لها لوجستيّا مسبقا قبل عدّة أيّام.. من النواحي الصحيّة والبشريّة إلى النواحي التنظيميّة والأمنيّة.. خلافا لحملة وزير الصحة السابق فوزي مهدي التي جاءت بين عشيّة وضحاها.. دون أيّ تخطيط وتحضير مسبق.. واقتصرت على حوالي 33 مركزا فقط بكامل الجمهوريّة لمئات آلاف المواطنين المنتظرين.. وتوفير 800 تلقيح فقط بكلّ مركز (!!!).. مقابل 333 مركز تلقيح فتحت أبوابها اليوم.. وتوفير حوالي 1.5 مليون جرعة طبق ما تمّ الإعلان عنه..!!

أيّا كان الأمر.. فإنّ ما حصل اليوم هو خطوة إيجابيّة جدّا لمحاصرة وباء كورونا ببلادنا.. تستحقّ الشكر والدعم والتشجيع..

وفي الإمكان إعادتها في كلّ أيّام الآحاد والعطل خلال الأسابيع المقبلة حتىّ بداية العودة المدرسيّة والجامعيّة.. حيث يمكن التركيز على الحملات وسط المؤسّسات التعليمية لتلقيح التلاميذ والطلبة..

وربّما يجدر مستقبلا.. وتلافيا للمعاناة ومخاطر الزحام.. التفكير في حلول إضافيّة.. مثل توزيع شرائح الأعمار على كامل ساعات اليوم وفق جدولة مسبقة.. والاعتماد أيضا على دعوة المسجّلين مسبقا للتلقيح بكثافة وفق مواعيد على كامل ساعات النهار.. ممّا يساعد في تخفيف الاكتظاظ ويخفّض مخاطر الاحتكاك والعدوى..

حفظ الله تونس والتونسيّين..

التعليقات

علِّق