حكاية أخرى مضحكة : لماذا لم يصل سوى 300 ألف جرعة من مجموع 800 ألف قررتها فرنسا لتونس ؟

حكاية أخرى مضحكة : لماذا لم يصل سوى 300 ألف جرعة من مجموع 800 ألف قررتها  فرنسا  لتونس ؟

قررت السلطات الفرنسية  بتاريخ 13 جويلية 2021 مثلما نعلم جميعا منح تونس 800 ألف جرعة  من التلقيح لمجابهة فيروس كورونا إضافة إلى جملة من المعدات الطبية بهدف تخفيف وطأة الجائحة التي تفاقمت وعجزت  بلادنا  بعد ارتفاع  عدد الإصابات وحالات الوفاة  عن مجابهتها بمفردها . لكن كم وصل إلى بلادنا من هذه التلاقيح إلى حدّ هذا اليوم 21 جوليلية 2021 ؟.

 أما الإجابة فهي أن ثلث الكميّة فقط هو الذي وصل وكان ذلك  مساء أول أمس الاثنين 19 جويلية 2021  عل  متن  طائرة عسكرية تونسية  تم إرسالها إلى فرنسا وعادت تحمل  300  ألف جرعة من التلاقيح ضد فيروس كورونا قادمة من فرنسا، وهي تمثل القسط الأول من 800 ألف جرعة فقط نظرا إلى أن طاقة حمولتها لا يمكن أن يتجاوز هذه الكميّة. و حسب تصريح مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة سيقع تسلّم باقي التلاقيح يوم غد الخميس 22 جويلية 2021  .

وبكل تأكيد فقد تساءل الكثير منّا ومنكم لماذا لم تصل الكميّة كاملة رغم مرور أكثر من أسبوع على قرار الرئيس الفرنسي " مانويل ماكرون "؟.

أما الإجابة ( وحسب مصادرنا الخاصة ) فهي غريبة غرابة هذا العصر وما يحدث فيه كل يوم وكل ساعة . فقد علمنا بأن فرنسا أبلغت الدولة التونسية بعد قرار " ماكرون " بأنها مستعدّة لإرسال الشحنة كاملة بوسائلها الخاصة وفي أدنى توقيت ممكن . ويبدو أن بعض مسؤولي دولتنا " الأشاوس " رفضوا هذا الإقتراح ورأوا فيه " إهانة لتونس " وهم  أنفسهم الذين قبلوا " صدقة " فرنسا وغيرها ولم يروا فيها إهانة. وفي المقابل أعلم هؤلاء المسؤولين فرنسا بأنهم قادرون على تدبّر الأمور بأنفسهم فما كان على الفرنسيين إلا أن يكتفوا بما فعلوا طالما أن جماعتنا أدرى بشعابنا من الفرنسيين.

وبحكم " الخبرة " الكبيرة التي يملكونها فقد أرسلوا طائرة عسكرية وهم لا يعرفون على ما يبدو مقدار حمولتها فعادت لهم ( ولنا للأسف ) بالكميّة المشار إليها فقط ... وهذا يعني منطقيّا أن عليها أن تعود مرّتين  أخريين إلى فرنسا لتشحن بقية التلاقيح مع كل ما يستغرق ذلك من وقت ضائع وجهد مهدور كان باستطاعتنا أن ندّخرهما لوقت الحاجة لولا تلك " العنطزيّة " الفارغة ولولا ذلك الكبرياء المزيّف الذي يقبل باليمنى " الصدقات " ويرفض باليسرى  طريقة إيصالها .

السؤال الآن : لو أن كل مسؤول حكّم عقله ولم يبحث عن تسجيل النقاط السياسية على الخصوم هل كنّا نصل إلى هذه الوضعيّة؟؟؟.

ج - م

 

 

 

التعليقات

علِّق