حزب جديد يجمع بورقيبة وبلعيد : هل هو غباء سياسي أم " استثمار " في أصلين تجاريين لا يمكن أن يجتمعا حتى في الجنّة ؟

حزب جديد يجمع بورقيبة وبلعيد : هل هو غباء سياسي أم " استثمار " في أصلين تجاريين لا يمكن أن يجتمعا حتى في الجنّة ؟

يبدو أن قدر العمل السياسي قد نزل إل ى أسفل الدرجات في هذه البلاد بدليل أن كل من لا يجد عملا يحكّ رأسه ويعلن عن تأسيس حزب يضاف ( من حيث العدد ) إلى ترسانة الأحزاب التي نعرف جميعا أن أغلبها لا يوجد ( بالفعل ) إلا في أدمغة أصحابه.

وبما أننا حطّمنا الرقم القياسي العالمي في عدد الأحزاب لم يعد غريبا عنّا أن يطلع علينا كل يوم حزب جديد من تحت الأرض  . وفي هذا السياق أعلنت  المسماة " نصاف الحمامي"   اليوم أنها قامت  مع مجموعة من  " الشخصيات الوطنية " بتأسيس حزبا تحت مسمى " الحزب البورقيبي البلعيدي الحرّ ".

أنا أريد أن أعرف فقط : ماذا يمكن في هذه الدنيا أن يجمع بين بورقيبة وشكري بلعيد حتّى ندمج اسميهما معا لتأسيس حزب سياسي لا يمكن أن يجمعهما حتى في الخيال ؟. هل إن هذه السيدة واعية بهذه التسمية " الشكشوكة " التي تندّر بها مئات من رواد وسائل   التواصل الاجتماعي فقال بعضهم على سبيل المثال : " حزب يجمع اسمي بورقيبة وبلعيد كطبق يجمع بين كعك الورقة والهريسة النابليّة الحارة " ...؟.

وفي المقابل يبدو أن هذه السيدة أرادت الإستثمار في أصلين تجاريين " مربحين " في وقت واحد وهما : الأصل التجاري لبورقيبة على غرار ما تفعل عبير موسي التي تدّعي أنها بورقيبيّة وهي في الواقع لا تعرف من هو بورقيبة أصلا ... والأصل التجاري للشهيد شكري بلعيد الذي يمكن أن يجلب لها أنصارا كثيرين حسب رأيها طبعا.

وبين هذا وذاك ننتظر جميعا كيف ستكون نتائج هذه التركيبة الكيميائية العجيبة  أو لنقل المستحيلة وهل إن هذا الحزب سيجمع حوله ما يكفي لملء حافلة صفراء على الأقل أم إنه سيكون مثل عشرات من الأحزاب الأخرى التي اندثر بعضها وذاب بعضها وسط الزحام ... وما زال البعض الآخر " صامدا " في ظاهره وهو في الواقع لا يضمّ أكثر من رئيسه الذي يقوم في نفس الوقت بمهام الكاتب العام وأمين المال ونائب الرئيس وبقية الأعضاء ... وطبعا مهمّة " المنخرطين ".

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق