حزب التحرير : نشر قوات أمريكية في تونس شر مستطير
على اثر الأخبار المتداولة من جهات غير رسمية عن نشر قوات أمريكية في تونس في إطار الصراع الدائر في ليبيا ، أصدر حزب التحرير اليوم الثلاثاء 2 جوان 2020 البلاغ الصحفي التالي :
بعد أسبوع من سيطرة حكومة الوفاق الليبية على قاعدة الوُطية الجوية واسترجاعها مواقع جديدة في الغرب الليبي من قوات خليفة حفتر وحلفائه، أجرى وزير الدفاع التونسي السيد عماد الحزقي محادثة هاتفية مع كل من فلورانس بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية وستيفن تاونسند قائد القيادة العسكرية الأمريكية بأفريقيا "أفريكوم"، وذلك على التوالي يومي 26 و28 أيار/مايو 2020م، كما التقى بسفيرة بريطانيا لويزا دي سوزا يوم 27 من الشهر نفسه.
وقد تمحورت المحادثات حول سبل تدعيم التعاون العسكري التونسي مع هذه الجهات في ظل الصراع العسكري الدائر في ليبيا، إلا أن الخطير هو ما أخفته وزارة الدفاع التونسية وكشفت عنه "أفريكوم"، يوم الجمعة 29 أيار/مايو، في بيان لها، بأن قائدها ستيفن تاونسند، أعرب لوزير الدفاع التونسي عماد الحزقي، عن استعدادهم لنشر "قوات مساعدة أمنية" على خلفية الأنشطة العسكرية الروسية في ليبيا. والمخزي أن يقابل وزير الدفاع التونسي هذه المبادرة التي تهدد سيادة البلاد وقرارها العسكري بدعوة القائد العسكري الأمريكي ستيفن تاونسند لزيارة تونس!
لقد مهّدت أمريكا لطلبها هذا بِتخويف حكام المنطقة من روسيا، حيث كشفت "أفريكوم" يوم الأربعاء 27 أيار/مايو عن إخفاء روسيا هويّة ما لا يقل عن 14 مقاتلة حربية في قاعدة عسكرية بسوريا، قبل إرسالها إلى ليبيا، لدعم "مرتزقة روس" يقاتلون إلى جانب قوات حفتر رجل أمريكا في ليبيا، وهو أسلوب يذكرنا باستخدام أمريكا البعبع الإيراني لدفع دول الخليج إلى فتح أراضيها للقواعد العسكرية الأمريكية.
إن القيادة العسكرية الأمريكية بأفريقيا "أفريكوم" صُنعت أصلاً للهيمنة على أفريقيا ونهب ثرواتها واستعمار أهلها، في إطار الاستراتيجية الأمريكية العالمية للسيطرة على منابع البترول والثروات ومراقبة كل الممرات البحرية في العالم من جهة، وإزاحة النفوذ الاستعماري الأوروبي ليكون مكانه الاستعمار الأمريكي من جهة أخرى، بالإضافة لمحاربة الإسلام بحجة محاربة (الإرهاب) لأنها ترى في الإسلام خطرا حقيقيا على مصالحها الاستعمارية في العالم ومنها أفريقيا التي يُعتبر معظم أهلها من المسلمين.
أيها الأهل في تونس، أيها الضباط والجنود:
لقد جعلت اتفاقية "تونس برتبة حليف من خارج الناتو الموقعة سنة 2015"، من أرضنا قاعدة متقدّمة لأمريكا في أفريقيا، وأدّى سكوتكم عن تلك الخيانة العظمى أن تطمع أمريكا في إدخال قواتها لبلادنا وهو ما يمثل شراً مستطيراً إن لم تمنعوه، فالجيوش الأمريكية إذا دخلت بلدا أفسدته وجعلت أهله أذلة، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حرّم علينا الاستعانة بالكفار في الحرب ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، وإن أمريكا وبقية دول الغرب الكافر المستعمر لن يوقف نهمها الاستعماري، وتغولها على ثروات العالم كله بما فيه أفريقيا إلا دولة الخلافة على منهاج النبوة، وبدونها ستبقى البشرية جمعاء تعاني من جشع الاستعمار وظلم الرأسمالية.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
التعليقات
علِّق