حرائق جندوبة : تدخلات عاجلة وناجعة ويقظة مستمرة وجرد للأضرار المادية في انتظار التحقيق ( + صور )
شهدت عدة مناطق بولاية جندوبة أواخر الأسبوع الماضي موجة من الحرائق طالت غابة أولاد هلال بعين دراهم ومنطقة العشايشية ببوسالم ومنطقتي أولاد يحيى وملولة بطبرقة . وقد تمكّنت فرق الحماية المدنية ومصالح التجهيز والغابات وبالسرعة المطلوبة من إطفاء هذه الحرائق والسيطرة عليها ومنع انتشارها وتجنب خسائر كادت تكون فادحة باستعمال آليات الإطفاء من شاحنات وسيارات إطفاء مع تعزيزها بشاحنات إطفاء ومعدّات من فرق الحماية المدمية بجندوبة وغارالدماء . ورغم تباعد مواقع هذه الحرائق فقد حرصت هذه التدخلات على منع تسرب النار إلى المنازل رغم اتساعها مع قوة الرياح . وإذ تمكنت الحماية المدنية وأعضادها خلال الأسبوع الماضي من إخماد حريق كبير بمنطقة ملولة بطبرقة من خلال القيام بالعديد من القواطع والطرائد النارية بواسطة الآلات الثقيلة للحد من انتشار النار ومنع تسربها إلى التجمعات السكانية والحد من مخاطرها حيث تم تسخير جميع الإمكانات المادية والبشرية والقيام بعملية التبريد باستخدام المياه تحسبا لوجود جيوب من النيران القابلة للاشتعال مجددا فقد تجددت الحرائق ومع اتساع رقعة النيران بملولة طبرقة بصفة كبيرة بسبب الرياح القوية جدا تعرض عدد كبير من المساكن والمنازل للاحتراق مما تسبب في خسائر مادية كبرى شملت المباني والأمتعة والحيوانات الأهلية كمورد رزق عدد هام من متساكني المنطقة .
وقد تم إجلاء أكثر من 300 شخص من متساكني ملولة بالكامل عبر البحر بواسطة الزوارق التابعة للحرس البحري والحماية المدنية وقوارب تابعة للخواص. كما تم نقل عدد من المواطنين وخاصة من كبار السنّ من جراء كثافة الدخان والهلع بواسطة سيارات الإسعاف التابعة للحماية المدنية إلى المستشفى الجهوي بطبرقة . ويشار إلى أنه بتضافر جهود الجميع تم إخماد مختلف الحرائق التي شهدتها الجهة على مدار الأيام المتعاقبة والمتواترة من الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي . كما تمت السيطرة كليا على حرائق منطقة طبرقة . ورغم كثافة الدخان وعدم وجود مسالك مؤدية إلى مكان بعض الحرائق على مستوى منطقة ملولة وجبل سيدي عسكر بطبرقة تمكنت وحدات الإطفاء من السيطرة على الحريق من جوانبه المختلفة ومنع انتشاره وتجنب خسائر بشرية أساسا و لتجنب توسع النار تم الوصول إليها على الأقدام بسبب صعوبة المسالك وكثافة أغصان الأشجار خصوصا أن نوع الغطاء النباتي زان وفرنان حيث كانت الأولوية القصوى هي حماية المتساكنين وتأمين المنازل المحاذية لمناطق الحريق لتتمكن فرق الإطفاء مدعومة بمروحيات عسكرية وبواسطة المضخات اليدوية من السيطرة على الحريق وحاليا هناك حضور مستمر على الميدان لكل من السلط الجهوية وعلى رأسها والي الجهة الأستاذ سمير كوكة والمعتمد الأول الأستاذ الطيب الدريدي واللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث التي هي في حالة انعقاد دائم . كما صدرت التعليمات لكل الإدارات الجهوية للاستعداد للتدخّل الحيني عند الطلب من قبل هذه اللجنة . وتم تشكيل لجنة مشتركة ممثّلة عن قطاعات الفلاحة والتجهيز والحماية المدنية والحرس الوطني والأمن العمومي وبلدية طبرقة لمعاينة الأضرار. وقد انطلقت في عملها أمس الاربعاء 26 جويلية الجاري . وعموما الوضع العام مستقر خصوصا أنه تم إجلاء المواطنين إلى مكان آمن مع توفير احتياجات إعاشتهم خصوصا بعد الجهود المبذولة في إخماد النيران من طرف الجميع ومنهم الحرس الوطني الذي قام بتأمين مكان التدخل وتسهيل حركة المرور وإرشاد المواطنين ومستعملي الطريق إلى جانب جهود أعوان وإطارات الإدارة الجهوية للتجهيز والمندوبية الجهوية للفلاحة الذين قاموا بتسخير جميع الإمكانات المادية والبشرية وتلبية النداء وتطبيق تعليمات اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة من أجل حماية المواطنين وممتلكاتهم وكذلك الإدارة الجهوية للحماية المدنية ومختلف فرقها المحلية وجمعية متطوعي الحماية المدنية والهلال الأحمر التي رغم إمكاناتها البشرية والمادية المحدودة بذلت مجهودات مضاعفة بين إطفاء الحرائق وتأمين حفل افتتاح مهرجان بلاريجيا الدولي الذى عرف إقبالا جماهيريا وتزامن ليلتها مع اندلاع حريق جبل ملولة بطبرقة .
و تعددت الروايات حول الاتساع الهائل لرقعة الحريق بين من يقول إن هذه الحرائق ناجمة عن الارتفاع القياسي و بشكل غير مسبوق لدرجات الحرارة و من يقول إن النيران انطلقت من مصب النفايات في المنطقة و أتت على مساحات شاسعة من الغابات المحيطة بالمكان . وقد أفادتنا السلط الجهوية يأن تحقيقا فتح للغرض وهو الذي سيحدد الأسباب الحقيقية لاندلاع هذه الحرائق وبالتالي تحميل المسؤوليات عن كل خطإ بشري إن وجد طبعا.
منصف كريمي
التعليقات
علِّق