حادث القطارين : هل يكون إنذارا أخيرا قبل الكارثة وهل من تدخّل حاسم ينهي العبث في هذه الشركة الوطنيّة ؟

حادث  القطارين : هل  يكون إنذارا أخيرا قبل الكارثة وهل من تدخّل حاسم  ينهي  العبث  في  هذه الشركة الوطنيّة ؟

الحادث الذي حصل  أمس بين قطارين ليس سوى شجرة تحجب غابة كبيرة هي الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية . هذه الشركة التي تؤّمن النقل لعشرات الآلاف من التونسيين يوميّا وتضمن " مبدئيّا " سلامتهم ليست سليمة بل يؤكّد الكثير من أبنائها العارفين بأدق تفاصيلها أنه " مريضة " منذ سنوات طويلة وأنها ضحيّة سوء تصرّف وحسابات ضيّقة قد تعصف بها قريبا لا قدّر الله .

لن ندخل في تفاصيل أزمة الشركة ومرضها المزمن لأن ذلك يتطلّب وقتا  ومساحة أكبر. لكنّي أعدكم بالعودة إلى هذا الموضوع بكافة التفاصيل والأدلّة .

اليوم أردت أن أستشهد بما كتبه مهندس قضى جزءا كبيرا من حياته  في شركة " الشيمينو " وقد بلغ التقاعد . هذا الرجل كتب معلّقا على الحادث فقال :

" وهل توجد كارثة اكبر مما حصل تصادم قطارين rattrapage

وهو مصطلح يكشف في منطوق السكة إلى أين وصلت الأمور ..قلت وأنا حزين إن هواة يقودون شركة وطنية رائدة نحو الهاوية ... جماعة البرّ لا علاقة لهم بالسكة وقتاش تفهموه ..هذا في بالو أكبر من الشمينو ويخمّم في تونس الجوية ..وهذا مساعد قال باش نعمل سيرة ذاتيه ... أما الآخر ما فهم شي...  من رئيس قسم إلى مدير مركزي وعرف جهلوت كانت عرفته ..ماذا تنتظرون ..لم يقبلها أحد ...زعمة  السكة تصبح تربط بالشقال والعقال ..أنقذوا  الشركة فلقد حل الخراب .

القادم أعظم لا قدر الله مازالت الغصرات...وسيدفع شعبنا أكثر...".

هذا الكلام الذي يبدو للبعض غامضا هو ملخّص ما يجري في هذه الشركة من " فساد فكري " سيقودها إلى الكارثة لا قدّر الله . لقد لخّص هذا المهندس ( ع - م ) كل شيء في هذه الأسطر. وأعتقد أن أبسط الأمور أن يسمعه كبار المسؤولين  ليعرفوا منه مكامن الداء في هذه الشركة . فهذا الحادث ليس الأول وليس الأخير. ولئن نؤمن بأن الحوادث يمكن أن تقع في كافة أنحاء العالم فإن ما يقع في تونس غريب ومدهش ويكاد يكون " بفعل فاعل ". ولقد رأينا مثلا في برنامج الحقائق الأربع الكثير من الدمار و" الخنّار " يكشف بالأدلّة القاطعة لكن هل تحرّك أحد لإصلاح أي شيء ؟؟؟.

إن هذا الحادث قد يكون إنذارا أخيرا قبل حدوث الكارثة . فهل يتم التدارك قبل فوات الأوان وهل يتم التدخّل الحاسم لإنهاء العبث السائد منذ سنوات في هذه الشركة الوطنيّة ؟.

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق