جنازة المناضلة ميّة الجريبي توحّد التونسيين

جنازة المناضلة ميّة الجريبي توحّد التونسيين

 

تم تشييع جنازة الفقيدة إلى مثواها الأخير اليوم الأحد بعد صلاة العصر بمقبرة الرحمة برادس بحضور عدد هام من التونسيين من مختلف المشارب السياسية وعديد الاعلاميين والحقوقيين والمناضلين السياسيين والوجوه الثقافية ..

ونعى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، المناضلة مؤكدا أنها " جعلت من مسيرتها عنوانا للكلمة الحرة ورمزا للإباء والصدق والوفاء والثبات على المبدأ ونكران الذات والتفاني في خدمة تونس وقيم الديمقراطية والحريّة والعدالة والمساواة والدولة المدنيّة.

ونعت المستشارة لدى رئيس الجمهورية المكلفة بالعلاقات مع المجتمع المدني، سعيدة قراش، فقيدة الساحة السياسية المناضلة مية الجريبي، وقالت على صفحتها بفيسبوك: '' آاااااااه يا مية ، ما ظره لو انتظر قليلا،،، و تركك تترجلين الحياة في يوم آخر تكونين فيه اكثر رغبة في الرحيل و غير مكرهة. يا صديقتي ارفض ان اصدق الخبر و أنا التي وعدتك مرارا و تكرارا بالمجيء و ألهتني الدنيا عن موعد رغبنا فيه باختلافنا و اجتماعنا على حب هذا الوطن يا عزيزتي. تتسارع الذكريات و أنا أقرأ خبر رحيلك و يغرق الدمع مجال البصر. رحماك اللهم رحماك و ترفق بقلبها الكبير و جسدها الصغير. لك الجنة و الخلود و لنا الصبر و السلوان. الله يرحمك يا أيتها العزيزة''.

ومن جهته نعى رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، مساء أمس، المناضلة "التي كانت رمزا للدفاع عن القيم الديمقراطية ومبادىء الحرية والمساواة".

والراحلة من مواليد 29 جانفي 1960 ببوعرادة والدها أصيل ولاية تطاوين ووالدتها جزائرية.

وزاولت مية الجريبي، تعليمها برادس حيث كانت تقطن ثم توجهت إلى كلية العلوم بصفاقس (1979 ـ 1983) و ناضلت في صفوف الإتحاد العام لطلبة تونس، ثمّ انضمت إلى فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بصفاقس في أوائل الثمانينات و شاركت أيضا في الجريدة الأسبوعية المستقلة "الرأي" و من ثم "الموقف".

وأصبحت عضوا في مجموعة دراسة حول وضع المرأة بالنادي الثقافي الطاهر الحداد ، في أوائل الثمانينات، ثم شاركت في الجمعية التونسية لمكافحة السرطان و اسست كذلك صحبة آخرين جمعية بحوث عن المرأة والتنمية.

وعلى إثر عودتها إلى تونس سنة 1983، شاركت في تأسيس التجمع الإشتراكي التقدمي مع أحمد نجيب الشابي الذي تغير لاحقا ليصبح اسمه الحزب الديمقراطي التقدمي و انضمت إلى مكتبه السياسي سنة 1986 لتكون بذلك من النساء النادرات بمكتب الحزب.

كما كانت الفقيدة، مسؤولة في اليونيسف بجمع التبرعات والاتصال من سنة 1986 إلى غاية 1991. في 1996، وأصبحت مكلفة بالدراسات بمعهد لعموري وهو مكتب دراسات و تسويق لتتقلد بعد ذلك في 2001 منصب المديرة العامة و المتخصصة في الدراسات النوعية.

و تم انتخاب الجريبي في 2006 على رأس الحزب الديمقراطي التقدمي خلفا لأحمد نجيب الشابي وأصبحت إثر ذلك أول امرأة تقود حزبا سياسيا في تونس والثانية في المغرب العربي على رأس حزب يتكون أساسا من رجال بعد الجزائرية لويزة حنون.

ودخلت الراحلة في إضراب جوع من غرة اكتوبر إلى 20 من نفس الشهر سنة 2007 و ذلك صحبة نجيب الشابي للاحتجاج على قرار المحكمة في 1 أكتوبر بطرد الحزب من المكاتب التي يشغلها في وسط تونس.

وفي 23 أكتوبر 2011 تم انتخابها على دائرة بن عروس في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي و ترشحت لرئاسة هذا المجلس في 22 نوفمبر فتحصلت على 68 صوت ضد 145 لصالح مصطفى بن جعفر.أف

وإثر الإعلان على التحالف بين الحزب الديمقراطي التقدمي و حزب آفاق تونس و الحزب الجمهوري، تم انتخابها في 9 أفريل 2012 كالأمينة العامة للتحالف الجديد الذي سمي "الحزب الجمهوري" خلال المؤتمر الخامس و الأخير للحزب الديمقراطي التقدمي.

التعليقات

علِّق