جميلة الشيحي لا تمانع في أن تتعرّى على خشبة المسرح : جرأة أم وقاحة أم ماذا ؟ ؟؟

جميلة الشيحي لا تمانع في أن تتعرّى على خشبة المسرح : جرأة أم وقاحة أم  ماذا  ؟ ؟؟


بعد الفضيحة المدويّة التي أحدثها  ذلك الممثل السوري الذي  تجرّد من ثيابه تماما على خشبة المسرح البلدي ها إن الممثلة جميلة الشيحي تعبّر عن  استعدادها  للتعرّي تماما على خشبة المسرح متعلّلة بأنها " ليست أقّل من النساء اللواتي يستلقين على الشاطئ بقطعتين من الثياب لا تكادان تستران شيئا من أجسادهن .".
وأضافت جميلة الشيحة في إذاعة " إي - أف - أم " قائلة : " حسو بالوجيعة متع الممثل.. إذا كنت أنا في وضعيتو نقبل نعري روحي على الركح" 
ورفضت جميلة الشيحي أن تقول إن ما أتاه الممثل السوري عراء وإنها لا تريد أن تطلق " أحكاما أخلاقوية " لأن ما قام به عمل مسرحي وأنه لم يتعرّ في مكان عمومي على غرار شارع بورقيبة أو في مقهى حسب تعبيرها مضيفة بالحرف الواحد " أنا معاه 1000 في المائة ... الممثل حرّ وقت يتعرّى ولاّ يلبس ...".
وفي حقيقة الأمر قد لا نلوم هذه الممثلة التي لا شك تعيش في مجتمع انقلبت فيه القيم  فبات الإسفاف والرداءة والانحطاط الأخلاقي قاعدة أساسية في الفن والموسيقى والمسرح والسينما والإعلام السمعي والبصري أو في جزء كبير منه على الأقل . فقد أصبحنا منذ 14  جانفي 2011 تقريبا نعيش " بالمقلوب " إذ تجنّدت وسائل إعلام معيّنة لنشر كل ما هو دخيل عن مجتمعنا في كافة المجالات والميادين فبتنا نعيش في عصر يسخر منه " المزاودي " من المعلّم أو الأستاذ الذي علّمه ( هذا إذا كان متعلّما أصلا ) وعصر باتت فيه الممنوعات ( المخدرات والخيانة الزوجية والعنف والسرقات والإجرام ) تجد من يبررها ويدافع عنها حتى لدى " كبار القوم " ممّن يمارسون السلطة ويشرّعون للانحطاط والإجرام . وجميلة الشيحي هي في الواقع نتاج موجة الرداءة التي سادت وهي ( على غرار الكثيرين غيرها ) تبحث عن أي شيء كي يتحدّث الناس عنها بقطع النظر عن كونها مقتنعة بما قالت أو " تمثّل " لا غير .
أما مخرج المسرحية " رأفت الزاقوت " فقد أعطانا درسا آخر في " التبلعيط " والكذب والإدعاء بأنه بلغ " درجة قصوى من التحرر من كافة القيود " عندما قال إن ذلك المشهد عادي جدا في ألمانيا وقد تم تنفيذه على أحد مسارح ذلك البلد وكان ردّ الجمهور " عاديا وطبيعيّا " حسب قوله أو حسب ما حاول أن يوهمنا به في تبرير لهذه الكارثة التي نزل بها على رؤوسنا وفي عقر دارنا .
ولم ينس السيد الزاقوت أن يعبّر عن حزنه لمغادرة الجمهور قاعة المسرح  متعللا بأن المشهد ليس سوى نتيجة للقمع الذي تمت ممارسته على الشخصيتين في المسرحية ... إلى غير ذلك من التبريرات التي لا يلجأ إليها سوى أحمق أو من يحاول أن يكون في درجة الأحمق .
لهذا المخرج نقول إن ألمانيا ليست تونس وإنك ستحمد الله مليون مرّة لأنك خرجت من هذا الموقف " سلامات " . ونريد أن نسأله سؤالا واحدا : هل كنت تجرؤ على تنفيذ هذا العرض لو كنت في سوريا أو الأردن أو السعودية أو الكويت أو الإمارات ...أو أية دولة عربية أخرى باستثناء تونس ؟. وسنكفيه عناء الإجابة بالقول : طبعا لا لأنه يعرف أن رأسه سيطير لو قام بذلك في أي مكان آخر من رقعة البلاد العربية وبعض البلدان الإفريقية أو في آسيا وأمريكا اللاتينية . وهذا يعني باختصار أن هذا " الرويّق " الذي برر به جريمته التي ارتكبها في حق التونسيين لا ينطلي علينا وأن عليه أن يشكر الرب الذي أراد أن تمرّ الأمور بأقل ما يمكن من تكاليف .
بقيت ملاحظة نسوقها لجميلة الشيحي فنقول : لو فكّرت يوما في التعرّي على خشبة المسرح لا تنسي دعوة المغرمين بجمع الجلود أو مشاهدتها لأننا لا نعتقد أن هناك من يستهويهم العرض من أصله فيدفعون الأموال لمشاهدة لا شيء .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق