اندلعت منذ الصباح الباكر  مواجهات بين قوات الأمن وعدد من أهالي  مدينة " جلمة "  إثر  التدخل بالقوة العامة لربط بئر  بمنطقة " السوائبية " .
وقد أصدر  الاتحاد  الجهوي للشغل  أمس بيانا طالب فيه  واليسيدي بوزيد  بالتراجع عن هذا القرار الذي سيسفر عن أضرار للفلاحين بالجهة .
وأكّد الكاتب العام للاتحاد أنه فوجئ بتدخل القوة العامة صباح اليوم  الاثنين لبدء الأشغال  مضيفا أن الوضع خطير بسبب تعنّت الوالي ورفض الحوارحسب تعبيره.
وتم خلال هذه المواجهات استخدام الغاز المسيل للدموع مما تسبب في حالات من الاختناق والإغماء في صفوف عدد من المواطنين بعد دخول الغاز إلى منازلهم . وقد تم تسجيل إصابة شخصين على الأقل تم نقل أحدهما إلى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد كما تم تسجيل ايقافات  في صفوف  المحتجين.
وحسب ما نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء فقد  توجهت قوات من الأمن منذ الصباح إلى منطقة " السوائبية  " بالمدخل الجنوبي لمعتمدية جلمة لتأمين ربط بئر السوائبية التي تم حفرها منذ سنة 2014 وتعطل استغلالها بسبب مطالب للأهالي . غير ان محتجين أعربوا عن رفضهم للتدخل الأمني  وقاموا بإغلاق الطريق الوطنية عدد 3  وإشعال العجلات المطاطية .  كما منعوا أبناءهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة بمختلف المؤسسات التربوية   ورشق  بعضهم الأعوان بالحجارة  فلجأت  قوات الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع وإيقاف عدد من المحتجين.
و تكتسي البئر المذكورة  حسب ذات المصدر أهمية استراتيجية بالغة  حيث تبلغ قوة تدفقها 60 لترا في الثانية وكان منتظرا أن ينتفع بها أكثر من 60 ألف ساكن من 5 معتمديات وهي جلمة وسيدي بوزيد الشرقية وسيدي بوزيد الغربية وأولاد حفوز والسعيدة  بالإضافة إلى حوالي 500 عائلة من وسط مدينة جلمة ما زالت دون ماء صالح للشراب  وانتفاع المستشفى الجهوي الجديد المبرمج بالجهة  والمنطقة الصناعية بأم العظام  وسوق الإنتاج بأم العظام أيضا.
وكان والي سيدي بوزيد قد دعا يوم الاربعاء الماضي خلال ندوة صحفية  المجتمع المدني وممثلي الجمعيات والمنظمات  إلى التدخل لفض اشكال بئر السوائبية التي تم حفرها بالمنطقة منذ سنة 2014 وتم تعطيل عملية الربط من قبل عدد من أهالي المنطقة بسبب طلبات اعتبرها "مشطة"  وذلك قبل اللجوء الى استعمال القوة العامة وهذا ما حدث صباح هذا اليوم .