جريمة بنغازي: السلطات تتهم الأب بقتل أطفاله السبعة و الانتحار.. والشارع يشكّك في الرواية الرسمية/صورة

تعيش مدينة بنغازي منذ يومين على وقع صدمة غير مسبوقة، إثر العثور على جثث المواطن حسن خير الله الزوي وأطفاله السبعة داخل سيارته في منطقة الهواري، في حادثة مروّعة هزّت الرأي العام الليبي وأثارت موجة جدل واسعة حول ملابساتها الحقيقية.
ووفق ما أكّدته مديرية أمن بنغازي، فإن التحقيقات الأولية ترجّح فرضية إقدام الأب على قتل أطفاله ثم الانتحار، مستندة إلى تقارير أولية من الأدلة الجنائية وشهادات بعض أقاربه وزوجاته. وأوضح بيان المديرية أن آثار إطلاق النار كانت ظاهرة على رؤوس الضحايا، وهو ما وثقته مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
في المقابل، عبّر عدد كبير من المواطنين والنشطاء عن تشكيكهم في الرواية الرسمية، معتبرين أن طبيعة الإصابات وتفاصيل الحادث لا تتوافق مع فرضية الانتحار، وأن ما حدث قد يكون عملية تصفية منظمة. ودعا هؤلاء إلى تحقيق مستقل وشفاف يكشف الحقيقة بعيداً عن أي ضغوط سياسية أو أمنية.
من جهته، أمر رئيس الحكومة المكلفة أسامة حماد بفتح تحقيق عاجل وشامل في القضية، فيما لم تصدر النيابة العامة حتى مساء الأربعاء (22 أكتوبر 2025) بيانها النهائي حول نتائج التحريات الجارية.
أما المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، فقد رفضت بدورها الرواية الأولية، مؤكدة في بيان رسمي أن “المعطيات المتوفرة تشير إلى وجود جريمة مدبّرة”، وطالبت بمساءلة الجهات الأمنية في حال ثبوت أي تقصير أو تلاعب بالأدلة.
تأتي هذه الجريمة المروّعة في سياق أمني واجتماعي متدهور تشهده ليبيا خلال الأشهر الأخيرة، حيث سُجلت حوادث مشابهة في العجيلات ومصراتة، ما يعكس تنامي موجة العنف وغياب الإحساس بالأمان داخل المجتمع الليبي.
وما تزال التحقيقات متواصلة، فيما يترقب الشارع الليبي كشف الحقيقة كاملة في قضية باتت رمزاً لانقسام الثقة بين الدولة والمواطنين.
التعليقات
علِّق