تونس  تتطلع  إلى تطوير شراكتها مع البرازيل والاستفادة من تجربتها

تونس  تتطلع  إلى تطوير شراكتها مع البرازيل والاستفادة من تجربتها

 انعقدت امس الخميس 11 جويلية  2024 بمدينة  ساوباولو البرازيلية ، أشغال المنتدى الاقتصادي التونسي البرازيلي تحت إشراف نبيل عمّار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج،  وبمشاركة وفد هامّ من رجال الأعمال التونسيين يتقدّمهم  السيد سمير ماجول، رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والسيد Osmar CHOHFI, رئيس الغرفة التجارية  العربية البرازيلية، والسيد Rubens HANNUN, رئيس الجانب البرازيلي لمجلس الأعمال المشترك، والسيد معز ادريس رئيس الجانب التونسي لمجلس الأعمال المشترك، إلى جانب عدد هام من رجال الأعمال البرازيليين. 

وأكد سمير ماجول في كلمته أن البرازيل وتونس بذلتا جهودا حثيثة وعبرتا عن إرادة مشتركة لتعزيز العلاقات بينهما في عديد المجالات وخاصة الاقتصادية، معبرا عن أمله في أن يكون هذا المنتدى الاقتصادي فاتحة لعقد لقاءات دورية بين أصحاب المؤسسات في البلدين.

وحيا رئيس الاتحاد ما تقوم به الغرفة العربية البرازيلية من جهود طيلة أكثر من 70 سنة من أجل تعزيز الروابط العربية البرازيلية والعمل على نمو التجارة بين البلدين وتنويعها، مؤكدا أنه وباحتلال الاقتصاد البرازيلي المرتبة التاسعة عالميا وبما تحققه في عديد القطاعات، وأمام نجاحها في تحقيق نسب نمو محترمة والتقليص من البطالة والتضخم، فإن البرازيل أصبحت مصدر إلهام في المجال الاقتصادي  خاصة مع تحقيقها خطوات اقتصادية عملاقة.

وأضاف  ماجول أن السياسة الاقتصادية الخارجية لدولة البرازيل قامت على التكامل الإقليمي وتوسيع علاقاتها الاقتصادية والتجارية والمالية مع عدة دول، حيث تعدّ السوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية (MERCOSUR) جزء هام من نهوضها الاقتصادي وواحدة من أهم التكتلات والتحالفات الاقتصادية للبرازيل   (BRICS  ) الذي تسعى العديد من البلدان إلى الانضمام إليه، فضلا عن دورها الهام كعضو لمجموعة العشرين، وهو ما يدعو بقية الدول النامية إلى دراسة هذه التجربة والاستفادة منها، إضافة إلى نجاحها في الانتقال باقتصادها من وضع يعرف تراجعا في كل مؤشرات التنمية إلى تحقيق مؤشرات ملفتة في  المجال الاقتصادي. وقيامها بتطبيق عديد الاستراتيجيات والسياسيات الاقتصادية من بينها السعي إلى استقطاب الاستثمار الأجنبي وتحرير تجارتها الخارجية مع تشجيع المنتجين المحليين من أجل الاستفادة من النظام التجاري العالمي.

واستعرض رئيس الاتحاد ما تمتلكه تونس من عديد المزايا من موقع جغرافي استراتيجي ومناخ جيد للاستثمار وموارد بشرية كفأة وبنية تحتية متطورة، وهو ما ساهم في استقطاب العديد من الشركات الأجنبية (3750 شركة) أغلبها مصدّر، مضيفا أن تونس منصة تنافسية تشع على إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وتتوفر على نسيج صناعي متطور يحوز على ثقة أكبر المجموعات الاستثمارية الدولية خاصة في صناعة مكونات السيارات والطيران والزراعة الصناعات الغذائية والنسيج والأدوية، إلى جانب توفرها على بنية تحتية متطورة في الاتصالات والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والرقمنة، مؤكدا أن بلادنا تعدّ منصة مثالية للوصول إلى الأسواق المجاورة بفضل علاقاتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي ، والاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف لإقامة مناطق للتبادل الحر مع عديد الدول المغاربية والعربية والأوروبية، إضافة إلى عضويتها في السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) وفي المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS)، وعضويتها بمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ..(AfCFTA). ،مشيرا إلى أن كل هذه العناصر تجعل من تونس وجهة مثلى لكل المستثمرين الراغبين في التوجه إلى هذه الأسواق الواعدة مرحبا بالأصدقاء البرازيليين للاستفادة من هذه المزايا، ومعبرا عن التزام بلادنا مع شركائها المستثمرين الحاليين والمستقبليين حتى تكون هذه الشراكة مربحة للطرفين.

وأكد  ماجول أنه في ظل ما يعرفه العالم من تطورات وتغييرات جيو- سياسية وجيو - استراتيجية ومناخية ورقمية أصبحت السيادة الغذائية والطاقية والصحية والاقتصاد الأخضر والتقليص من نسبة الكربون  تشغل  كل البلدان وكل المستثمرين، مضيفا أن هذه المحاور تمثل مجالات كبيرة للعمل المشترك بين تونس والبرازيل وللاستثمار والتجديد، ومشددا على أن بلادنا بما لها من خبرة في التصنيع ومن مهارات ومواهب ورأس مال بشري وشركات ناشئة ومبتكرة مؤهلة لتكون وجهة مربحة للاستثمار في هذه المجالات الحيوية والمستقبلية.

  وأوضح رئيس الاتحاد أن طموح تونس هو الريادة والتموقع كوجهة للاستثمارات في الاقتصاد الأخضر والرقمنة فضلا عن القطاعات التقليدية وخاصة الزراعة والصناعات الغذائية والنسيج والنسيج الفني والصناعات الصيدلية والقطاع المالي والسياحة والخدمات بصفة عامة، مشيرا إلى أن الاتحاد يعمل مع الحكومة  على إقرار خطة شاملة للإصلاحات لتحسين جاذبية تونس وتنافسيتها لتجسيد هذا الطموح، ومؤكدا أن العديد من المنتجات التونسية بإمكانها أن تسوق في البرازيل بحكم جودتها وتنافسيتها على غرار زيت الزيتون والتمور والعديد من المواد المصنعة. 

وجدد رئيس الاتحاد في ختام كلمته التأكيد بأن تونس تتطلع تطوير شراكتها مع  البرازيل  والاستفادة  من تجربتها ومن نجاحها، مثلما بإمكان البرازيل الاستفادة من موقع تونس ومن كل ميزاتها وكل ما حققته من مكاسب، وبإمكان البلدين معا أن يخلقا فرصا اقتصادية تعود بالنفع على شعبيهما وأن تكون شراكتهما مربحة للطرفين وقائمة على مبدأ التكامل الاقتصادي.

 وأشرف  وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بمناسبة انعقاد هذا المنتدى على التوقيع على اتفاقيّة إعادة تفعيل مجلس الأعمال المشترك التونسي البرازيلي بين الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة والغرفة التجاريّة العربيّة البرازيلية وتنصيب السيّد معز إدريس، رئيسا جديدا لمجلس الأعمال المشترك التونسي البرازيلي (من الجانب التونسي) إلى جانب السيّد روبنز حانون رئيس المجلس من الجانب البرازيلي والقنصل الشرفي لتونس بساوباولو. 

كما شهدت أشغال المنتدى الاقتصادي التونسي البرازيلي لقاءات ثنائية (B2B) بين وفد رجال الأعمال التونسيين ونظرائهم البرازيليين. 

 

 

التعليقات

علِّق