توسعة الملعب الأولمبي بسوسة : أشغال لم يقع ادراجها بالمشروع فد تعطل دخوله حيز الاستغلال

توسعة الملعب الأولمبي بسوسة : أشغال لم يقع ادراجها بالمشروع فد تعطل دخوله حيز الاستغلال

بمناسبة استئناف الأشغال بالملعب الأولمبي بسوسة أدت أمس الثلاثاء 12ماي 2020 والية سوسة رجاء الطرابلسي مرفوقة برئيس بلدية سوسة إقبال خالد والمندوب الجهوي للرياضة خالد البكوش ورئيس جمعية النجم الرياضي الساحلي رضا شرف الدين للاطلاع على مدى تقدم الاشغال والكشف عن اهم المعوقات التي تعرقل جهوزيته في أقرب الآجال وفق ما هو مضبوط بكراس الشروط.
هذا وقام ممثل الإدارة العامة للبناءات المدنية التباعة لوزارة التجهيز للوالية ومرافقيها أهم مكونات المشروع حيث كما هو معروف سيقع توسعة طاقة الاستيعاب من 25 الف إلى 40 الف متفرج. وحيث تقدمت الأشغال منذ انطلاقها في جوان 2019 بنسبة 36 % وهي نسبة محترمة وقع تحجيمها بمفعول ظرف الحجر الصحي الشامل الذي أجبر المقاول كما اقتضته القوانين الظرفية الخاصة بهذه الفترة على إيقاف الأشغال لمدة وصلت 50 يوما قبل ان يستأنفها يوم أول أمس رغم المصاعب الواقعية التي اجبرته على تشغيل عدد لا يزيد عن 10% من العمال.
هذا وكانت هذه الزيارة الميدانية للكشف عن العديد من المصاعب والعراقيل التي قد تحول دون التقدم السريع كما يرغب في ذلك رئيس جمعية النجم رضا شرف الدين وكل أحباء الجمعية التي بقيت تعاني في ضب بقائها بدون ملعب.
فالمقاول القائم بالأشغال ورغم مجهوداته المبذولة من اجل التسريع بالأشغال ووعده بتلافي ما فات خلال أيام التوقف الاجباري عن العمل اشتكى من تعطل خلاص بعض المستحقات بلغت قيمتها حوالي 6 مليارات وذلك بسبب تعطيلات إدارية خارجة عن نطاق وزارة الشباب والرياضة وعن صاحب المشروع وزارة التجهيز وفي هذا الإطار أفاد المندوب الجهوي للراضة السيد خالد البكوش خلال اتصالنا به أنه لا خوف على مستحقات المقاول وأن المسائل الإدارية في طريقها للحل والمشروع يسير سير طبيعي وبنسق مرضي رغم الظروف الموضعية التي فرضتها حالة الإغلاق التي تعيشها البلاد بسبب أزمة كورونا.
الاشكال الثاني هو ذلك الذي يخص المهندس المكلف بمراقبة الأشغال والذي انقطع عن العمل بدوره منذ مدة بسبب عدم حصوله على مستحقاته والسبب يرجع بالأساس لإشكال إداري تمثل في جهوزية ملحق العقد الذي ينظم علاقة المهندس بأصحاب المشروع وكيفية خلاص اتعابه وفي خصوص هذه النقطة أكد البكوش أن اللجنة العليا للصفقات قد وافقت خلال شهر مارس المنقض على بنود العقد وهو الآن في طور باقي الإجراءات الإدارية لتمكين المهندس المراقب من اتعابه وبالتالي من المنتظر أن يستأنف العمل في وقت قريب..
نقائص قد تعيق استغلال الملعب.
إن كان الجميع يمني النفس بأن يجهز الملعب في أقرب الأجلال من أجل عودة فريق جوهرة الساحل للعب أمام أنصاره في المستبقات المحلية والدولية فإن تفاصيل قد تحول دون تحقق هذا المطلب وقد تفرغ المشروع من محتواه.
فاللزمة الرئيسية للمشروع، ولا ندري من المسؤول عن ذلك، لم تتضمن قسط الإنارة وقسط السابورة اللامعة وكذلك الانترنات والكراسي وإعادة تهيئة أرضية الملعب... حيث أن اللزمة والتي بلغت كلفتها ما يزيد عن 32 مليون دينار لم تتضمن إلا مسالة إعادة بناء المدارج وتوسيعها بالإضافة لحجرات الملابس.
ووفقا لهذه المعطيات لا معنى لإنهاء المقاول للأشغال المناطة بعهدته حيث سيكون الملعب خارج نطاق الخدمة وغير قابل للاستغلال.. وقد أعلن رئيس بلدية سوسة بالمناسبة أن اجتماعا قريبا قد يعقد بين جميع الأطراف المتداخلة لتدارس سبل إتمام هذه الأشغال التكميلية... ومن المنتظر الإعلان أو الكشف عن صفقة أو صفقات إضافية ذات صبغة استعجالية من اجل استكمال مكونات المشروع... ويشكل إعادة تهيئة الأرضية الرئيسية أوكد الملفات التي لابد من المسارعة بإنجازها نظرا لما تتطلبه من وقت والاشكاليات المطروحة أمامها من الناحية التقنية الصرفة حيث أن توسيع المدارج كما تم لحد الان قد قلص بالفضاءات المحيطة بأرضية اللعب وعليه فإن تغيرات قد تطرأ على موقع هذه الأرضية وحجمها مع الأخذ بعين الاعتبار بالمقاييس الدولية المفروضة كي ينال الملعب التأهيل من الهياكل القارية والدولية.
بالتوازي مع ذلك اشترطت مؤسسة التلفزة الوطنية أن يقع تجهيز منصات البث بالملعب بالانترنات عالية التدفق لتتمكن من أداء مهامها في ظروف عادية ومريحة تتماشى والتطور التقني... كما ان الشبكة الكهربائية الحالية قد باتت غير قابلة للاستغلال بحكم تضررها من الأشغال المجراة وبات من الضروري تثبيت شبكة جديدة تستجيب للشروط المطلوبة هذا فضلا عن مسألة الكراسي التي لم يقع ادراجها بدورها في تكلفة إعادة تهيئة المدارج وقد اعلن رئيس البلدية في هذا الصدد أنه من المنتظر برمجة تثبيت 4000 كرسي وترك البقية الممكنة إلى وقت لاحق... كل هذه الجزئيات سيقع ادراجها إما مجتمعة أو منفصلة في مشروع تكميلي لن يستقيم مع من دونه دخول الملعب قيد الاستغلال.
في المحصلة وإن كانت هذه الجزئيات قد تبدو للبعض ثانوية فإنها في الواقع مسائل محورية وضروري جدا التسريع بتهيئة الأرضية لإنجازها في ظل الكلفة المنتظرة لها والتي لن تقل عن بعض المليارات وتحسبا للإجراءات الإدارية المتميزة بالبطء الشديد في مثل هذه الملفات مما قد يربك حسابات المشرفين على هذا المشروع الذي أصبح مستعجلا بحكم أهمية عامل الوقت والمال...وانتظارات القاعدة الجماهيرية الواسعة للفريق رقم واحد في الساحل التونسي.
ناجح بن عافية

التعليقات

علِّق