تنسيقية روتاراكت تونس تعلن إنفصالها التام عن منظمة روتاري العالمية وتتبرأ منها

 تنسيقية روتاراكت تونس تعلن إنفصالها التام عن منظمة روتاري العالمية وتتبرأ منها

خلف البيان الغريب الذي أصدرته منظمة روتاري العالمية للتنديد بما سمته "إعتداءات حماس على إسرائيل" دون التعريج ولو بكلمة على جرائم جيشها تجاه الشعب الفلسطيني أو إدانتها، صدمة كبرى لأغلبية الناشطين في نوادي هذه المنظمة في البلدان العربية الذين كانوا يعتقدون أنهم ينشطون في المجال الخيري والإجتماعي ضمن منظمة غير مسيسة لا تفرق بين البشر مهما كانت بلدانهم وإنتماءاتهم.

وقد إعتقد بعض أعضاء هذه النوادي أن المنظمة الأم ستحب، بعد زوبعة ردود الأفعال، البلاغ الفضيحة أو تصدر بلاغا آخرا تندد فيه بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، لكنها لم تفعل..

وأمام هذا الموقف الواضح من منظمة روتاري العالمية دخلت زوبعة في النوادي التونسية والعربية التابعة لها وإنقسم أعضائها بين مؤيد لمبادئ الإنسانية وللقضية الفلسطينية وبين ساكت أخرس على الموقف المتصهين. وقد تعددت الإتهامات بين الشقين على مواقع التواصل الإجتماعي..وتم كشف مصالح عديدة وإمتيازات غريبة يتمتع بها البعض.. وتزامنت الأزمة مع موجة كبرى من الإستقالات التي سجلنا آخرها صباح الخميس عندما أعلنت التنسيقية الوطنية لروتاراكت تونس إنفصالها الكلي والتام عن ما يعرف بمنظمة روتاري العالمية وتبرئها منها.

وقد تم بالمناسبة إصدار البلاغ التالي: "ان المكتب التّنفيذي لما كان يسمّى ب"التّنسيقيّة الوطنيّة لروتاراكت تونس" و بعد متابعة الصّور المفجعة التّي تصلنا من أرض فلسطين الطّاهرة و المحتلّة من عدوّ غاشم وصلت وقاحته ولاإنسانيته حدّ تفجير مستشفى بمن فيه من مرضى ومدنيّين ونساء وأطفال. وبعد معاينة بلاغ منظّمة روتاري العالميّة والذي لم يتمّ التّراجع عنه والذّي يعلن فيه صراحة ادانة المقاومة الفلسطينيّة والتّعاطف مع الكيان المحتلّ والحال أنّ المنظّمة عرّفت وقدّمت نفسها لسنوات كمنظّمة غير سياسيّة وغير دينيّة. وبناء عليه, تعلن التّنسيقيّة:

1. انفصالها الكلّي والتّام عن ما يعرف ب"منظّمة روتاري العالميّة" وتبرّيها منها ومن كلّ الهياكل التّابعة لها ودعوة كلّ نوادي الرّوتاراكت وأعضائها الى الانضمام والانضواء تحت التّنسيقيّة مع المحافظة على نفس تركيبة النّوادي ونفس الأهداف التّي جمعت أعضائها لسنوات.

2. تغيير اسمها الى مؤقّتا "TUNIACT" والشّروع في تغيّير قانونها الدّاخلي وكلّ ما ينجرّ عن قرار الانفصال من تغيّير في هويّتها الرّقميّة والعمليّة.

3. دعوة كلّ أعضائها من نوادي الى مواصلة الاتّحاد ومواصلة العمل على جمع التبرّعات الماليّة والعينيّة في اطار الحملة الوطنيّة الجارية لمعاضدة جهود الهلال الأحمر التّونسي لإغاثة إخواننا في غزّة المحاصرة. أمّا بالنّسبة لنوادي الرّوتاراكت التّي قرّرت المضيّ في طريق غير هذا, فلها ذلك.

4. دعوة كلّ أعضائها من نوادي ومتطوّعين الى التّعويل على امكانيّاتنا الذّاتيّة, خاصّة وأنّه ليس بالجديد علينا العمل بدون أيّ دعم من نوادي الرّوتاري. انّ المرحلة الحاليّة تقتضي الاحتكام الى ضمائرنا وعزائمنا ورباطة جئشنا والانفصال عن أيّ جهة تعتمد على ازدواجيّة المعايير في مواقفها. انّ خيرة شباب تونس المنضوي تحت ما كان يسمّى بنوادي الرّوتاراكت لا يمكن أن يقبل بأيّ شكل من الأشكال الانضواء تحت منظّمة تساند قتلة الأطفال ومفجّري المستشفيات وما خفي كان أعظم. انّ أعضاء ما كان يسمّى ب"التّنسيقيّة الوطنيّة لروتاراكت تونس" تجدّد ايمانها بأنّ حقوق الانسان مبادئ لا تتجزّأ وهي ليست حكرا على مجموعات أو شعوب دون أخرى. رحم الله شهداء غزّة الأبرار وعاشت فلسطين المقاومة وتحيا تونس بشبابها المساند لقضيّة الأمّة والمنفصل عن كلّ من خانها وتنكّر لها" ..

ولا شك أن مصداقية منظمة روتاري العالمية قد ضربت في الصميم مما سيعيق نشاطها في المستقبل في بلداننا العربية وخاصة في تونس.

التعليقات

علِّق