تفاعلات حفل لطيفة العرفاوي في عيد المرأة بين مساندين ورافضين ؟
أثار الحفل الذي أحيته لطيفة العرفاوي على ركح مسرح قرطاج العديد من التعليقات والتساؤلات التي دفعتنا إلى البحث عن أكبر ما يمكن من معلومات عن هذا الموضوع.
وقبل الغوص في التفاصيل نذكّر بأن لطيفة العرفاوي كانت خلال السنوات الماضية تشتكي من " التغييب " والإقصاء خاصة من مهرجان قرطاج الذي يعتبر الأبرز وحلم أي فنان على مدى السنوات والعقود الماضية.
وقال بعضهم في هذا الإطار إن هناك موقفا من لطيفة العرفاوي التي غنّت في الزمن السابق لنظام بن علي وغنّت للراحل حسني مبارك وغنّت لرئيس الإمارات سابقا ... وربّما غنّت أيضا لملوك ورؤساء آخرين علما بأنها ( وخلافا لما قالت في شكاواها ) غنّت على نفس المسرح منذ حوالي 3 سنوات.
وعلى هذا الأساس استغرب البعض أيضا كيف تبرمج إدارة مهرجان قرطاج حفلا للطيفة العرفاوي التي تعجب عددا من التونسيين ولا تعجب عددا آخر منهم ونقصد هنا الناحية الفنيّة لا غير.
ومن خلال تقصّي الحقائق اتّضح لنا أن إدارة مهرجان قرطاج ليست المسؤولة عن حفل 13 أوت لأن وزارة المرأة هي صاحبة الحفل وهي التي تكفّلت بكل ما يتعلّق بحفل لطيفة التي قالت الوزارة إنها تطوّعت لإحياء هذا الحفل الفنّي وتبرّعت بمائة ألف دينار لفائدة برنامج "صامدة " للتمكين الاقتصادي للنساء ضحايا العنف والمهدّدات به ولبرنامج التمكين الاقتصادي لأمهات التلاميذ المهدّدين بالانقطاع المدرسي.
وفي هذا السياق قالت مصادرنا إن تبرّع لطيفة بإقامة الحفل وما تبعه تقابله " بعض الشروط " ومنها أن يكون مسرح قرطاج ممتلئا بالجماهير في رسالة ربّما للأطراف التي كانت ترفض برمجتها مفادها أنها ما زالت قادرة على جلب الحشود الغفيرة لحفلاتها مهما كانت الظروف... وقال بعضهم في هذا الإطار إن الوزارة " بذلت كافة جهودها كي يكون المسرح مليئا بالمتفرّجين ... بمن فيهم أولئك الذين وجدوا أنفسهم هناك دون أن يدروا ...".
وفي نفس الإطار أيضا قال البعض إن لطيفة العرفاوي كانت ذكيّة جدّا من خلال ما قامت به. فهي قد ضربت عدّة عصافير بحجر واحد. من ناحية وجّهت رسالة إلى منتقديها مفادها أنها موجودة وقادرة على ملء مدارج مسرح قرطاج ... واستعادت صورتها في تونس لتجعل المشرفين على المهرجانات يفكّرون فيها ويبرمجون حفلاتها ... وربحت مساندة الحكومة لها من خلال وزارة المرأة ...
نأتي الآن إلى ما كتبته وزارة المرأة عن لطيفة وحفل لطيفة إذ رأى فيه البعض تهويلا وتضخيما ووصفا لم يقله كبار الصحافيين والنقّاد في عمالقة الفن العربي على غرار أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وإسمهان ... وغرهم كثير.
وقال البعض أيضا إن لطيفة العرفاوي لم تكن يوما من النوع الذي يطرب السامعين بل كانت ولا تزال مجرّد مؤديّة للأغاني مع تميّزها عن الآخرين ممّن انطلقت في الغناء معهم في نفس الفترة بأنها أذكى وتخطّط جيّدا لما تقوم به ... وتضع لنفسها دائما " حماية إعلامية " وربّما سياسية كي تواصل الغناء والانتشار.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق