تعيد بث " الخطاب على الباب " 3 مرات في اليوم : إلى متى ستستنزف القناة 2 أموال التونسيين دون أيّة فائدة ؟

تعيد بث " الخطاب على الباب "  3 مرات في اليوم : إلى متى ستستنزف القناة 2  أموال التونسيين دون أيّة فائدة ؟


أريد أن أسأل التونسيين عموما والمهتمّين بالشأن الإعلامي التونسي على وجه التحديد : ما محلّ القناة الوطنيّة الثانية من الإعراب في المشهد الإعلامي في تونس ؟.
لا أريد أن أجيب عن سؤالي لأني أعرف أن الإجابة لن تعجب البعض خاصة أولئك الذين تعوّدوا على اللقمة الباردة وزرعت في أذهانهم عقلية " مسمار في حيط " و" رزق البيليك " . لكن دعوني بعض الملاحظات لعلّ ذلك يساهم في تحديد الإجابة .
- ماذا أنتجت هذه القناة منذ عدة سنوات ؟
- في وقت من الأوقات قيل إنها " متخصصة " وإنها " قناة الجهات " فهل هي قناة الجهات التي تنقل ما يجري في تلك الجهات أم هي قناة " جي " و" هات " ؟.
- إن مؤسسة التلفزة التونسيّة تشغّل أكثر من 1300 شخص بين صحافيين وتقنيين وإداريين ومخرجين  دون اعتبار المتعاونين فهل استكثر المشرفون على القناة 2 50 شخصا فقط يوقظوها من نومها العميق ويجعلون منها شبه قناة منتجة ؟.
- إن المتأمل في البرمجة اليوميّة لهذه القناة يلاحظ منذ الوهلة الأولى أنها تعيش على الإعادات وتسخين البائت حتى إن كان عمره عشرات السنوات ( شوفلي حلّ - حكايات العروي - مسلسلات قديمة يعود بعضها إلى حوالي 30 سنة - سهرات من الأرشيف - فقرات غنائية ...وغيرها . وبالرغم من عدم جدوى الإعادة لا أفهم أو لم أستطع أن أفهم لماذا تعيد هذه القناة بث مسلسل " الخطّاب على الباب " 3 مرات في اليوم الواحد وفي فترة لا تتجاوز 10 ساعات ؟؟؟.


- إن البث التلفزي عبر الأقمار الصناعية له كلفة باهظة حتى عندما يتعلّق الأمر ببث محتويات مسجّلة أو لنقل محنّطة أصلا وهي العبارة التي تليق بالبعض مما تبثّه هذه القناة التي ورثت كافة هذه السيئات عن " أمّها " القناة الأولى . وهنا أسأل : هل إن مسؤولي هذه القناة وجدوا أموال البث مع ما يحمله الوادي  لهم كل يوم كي يهدروها في ما لا ينفع ودون أي محاسب أو رقيب ؟.
- إن وقفة تأمّل بسيطة في ما تفعله هذه القناة يجعلنا أمام خيارين عمليين اثنين :
* إما أن نقف ( أي المشرفين عليها ) وقفة حازمة وأن نطلب من العاملين  فيها بأن ينتجوا ليحلّلوا مرتباتهم على الأقل وأن نمهلهم مدة معيّنة كي يغيّروا شكل القناة ومضمونها بما ينفع الناس ويخرج القناة من كهوف الكسل والتواكل وإما أن نقوم بتقليص مساحة البث إلى 50 بالمائة على  الأقل في مرحلة أولى طالما أن القناة لا تنتج شيئا وأن البث وإعادة البث لا يعنيان إلا إهدار مال المجموعة الوطنية هباء منثورا .
- إن كل من يدّعي أن القناة ليس لها إمكانات الإنتاج وتغيير نفسها بنفسها لا يقول الحقيقة . فالقناة  مثلها مثل القناة الأولى لها من الإمكانات ( التقنية والبشرية بالخصوص ) ما يجعلها القناة الأولى في إفريقيا وليس في تونس فقط ... وأكتفي بهذا كي لا أدخل في نقاشات طويلة تخصّ الكسل والتواكل ورزق البيليك و" مسمار في حيط " والإرادة السياسية التي تعمل منذ مدّة على تكبيل المؤسسة لفائدة أطراف من القطاع الخاص ... وعدّة حكايات أخرى . فأنا أعرف أن المتوفّر الموجود الآن يكفي القناتين لتغيير المشهد والتصالح مع مشاهد أرغمته هاتان القناتان على الرضوخ لمضامين قنوات العار والفضائح والتفاهات وسقط المتاع .
الآن يمكن لأي واحد منكم أن يجيب عن سؤالي الأول نيابة عنّي. لكن كونوا جميعا على ثقة من أني لا أقسو على التلفزة التونسية إلا لسببن على الأقل : الأول أني أحبّها ويغيظني حالها وسط القنوات التافهة وهي التي تستطيع أن تهرب بها هروبا والثاني أني أعرف العشرات أو مئات من العاملين فيها وأعرف إمكاناتهم وأنهم قادرون على التربّع على المرتبة الأولى لمدة سنوات وسنوات ...
جمال المالكي

التعليقات

علِّق