تضامنا مع الشعب اللبناني : التلفزة التونسية تغيب عن الوعي وتبثّ " الزهو والطرب " والمسلسلات
من المؤسف حقّا أن نرى هذا التصرّف من قبل إدارة التلفزة التونسية . ففي الوقت الذي انصرفت فيه كافة قنوات العالم تقريبا إلى الحديث عن الانفجار الذي هزّ بيروت وخلّف عددا هائلا من القتلى والجرحى حافظت التلفزة التونسية على نفس البرمجة الممجوجة الهزيلة ككل سهرة وهي حفل قديم من قرطاج أو غيره من المهرجانات ثم المسلسل السوري ( باب الحارة على ما يبدو ) في إعادة مملّة ومضجرة إلى أبعد الحدود .
ولعلّ الغريب في كل هذا أن التلفزة الموقّرة كانت تنقل على " شريط الأخبار " تطوّرات الوضع في لبنان وكيف أعلنت الحكومة اللبنانية مدينة بيروت مدينة منكوبة وكيف حصد الانفجار حياة ما لا يقلّ عن 70 شخصا إضافة إلى أكثر من 3500 جريح ... وغير ذلك من تفاعلات العالم مع كارثة بيروت . ورغم كل هذا لم تكلّف إدارة التلفزة التونسية نفسها عناء تغيير البرمجة لتبتعد عن مظاهر الاحتفال على الأقل في مناسبة حزن وألم مثل هذه التي حدثت اليوم في لبنان .
ويبدو أن إدارة التلفزة لا تعيش معنا هنا في تونس بل تعيش في كوكب آخر لا ترى فيه ولا تسمع ولا تتكلّم . فقد أشبعها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي نقدا لاذعا على " الزهو والطرب " الذي تبثّه في وقت يعيش فيه أشقاؤنا في لبنان على وقع الكارثة والأحزان .
إنه فضيحة بأتم معنى الكلمة . لكن يبدو أن ذاكرة التونسيين قصيرة في هذا المجال . فكم عاشت تونس ( وليس لبنان ) من كارثة تفاعلت معها التلفزة التونسية بلامبالاة وتجاهل تامّين ؟. إن الأمثلة عديدة ولا تكاد تحصى أو تعدّ . لذلك لا أستغرب شخصيّا من هذا الموقف . ربّما كنت أفعل لو حصل العكس وقطعت التلفزة برامجها " الرائعة " لتبثّ أي شيء آخر يدلّ على أننا نتضامن مع الشعب اللبناني حتى بالكلمة والموقف الصحيح .
ج - م
التعليقات
علِّق