تراجع نفوذها كثيرا: مجلة فرنسية تحذر من خطر الأتراك" نحن نخسر إفريقيا.. أوقفوا تركيا هناك"

تراجع نفوذها كثيرا: مجلة فرنسية تحذر من خطر الأتراك" نحن نخسر إفريقيا.. أوقفوا تركيا هناك"

بقلم ريم بالخذيري.

لعل من الأشياء الثمينة التي خسرتها فرنسا في عهد إيمانويل ماكرون هو الحضوة التي كانت تتمتع بها في افريقيا فقد كانت تصول وتجول وحدها في مناجم الذهب والاورانيوم وكانت تصدر كل شيء للدول الافريقية مستعمراتها السابقة.

لكن سياسة الاستنزاف تلك و الثقافة الفرنسية القائمة على مبدأ الاخذ دون العطاء جعلت من دول أخرى تغري الأفارقة بأسلوب تعاون مغاير قائم على الاستثمار و الحد الأدنى من المنفعة للافارقة الذين ضاقوا ذرعا الاستغلال الفرنسي و الاوروبي الفاحش. حيث لم يجلب الاوروبيون طوال اكثر من قرن لإفريقيا سوى مزيد من التفقير و التهميش.

اليوم يبدو الوضع مختلفا حيث لم يعد الفرنسيون مرحب بهم في افريقيا و هم بصدد تسجيل خسارات يومية وبعض الدول طالبت صراحة فرنسا بالانسحاب من أراضيها. مقابل فتح الباب للروس و الاتراك و الصينيين والذين استطاعوا في وقت قياسي من تغيير النمط الاقتصادي لعدد من الدول الافريقية و كذلك قاموا ببناء مدن كاملة وتطوير الفلاحة و الصناعة و التعليم.

الفرنسيون استشعروا هذا الخطأ متأخرا جدا ولم يعد بإمكانهم تحجيم وجود الدول التي ذكرنا في افريقيا.

وهذا ما حذرت منه مجلة DSI للأمن والدفاع الفرنسية بوصفها  “الخطر والتوسع التركي في إفريقيا”، لافتة إلى تقدم تركيا بالصناعات الدفاعية.

وأضافت المجلة في تقرير نشرته، السبت الماضي ، أن “هذا التطور المهول الذي يشكل تهديدًا لفرنسا والدول الأوروبية يجب أن يتوقف”.

ولفتت المجلة إلى أن “تركيا وسّعت نفوذها الدبلوماسي في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، وزادت من حجم تجارتها واستثماراتها في البنية التحتية، واكتسبت المزيد والمزيد من التحالفات العسكرية في المنطقة”.

وتابعت أن “هذا التوسع لم يضع فرنسا فحسب، بل أيضًا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم الغربي بأسره أو المعسكر الأطلسي بشكل عام، في بعض المخاوف العميقة”.

وذكرت أنه “نظرًا لتراجع الولايات المتحدة ودخول الاستعمار الفرنسي إلى الانهيار التام في إفريقيا خاصة خلال العقد الماضي، شرعت الجهات الفاعلة الآسيوية الرئيسية مثل الصين وروسيا وتركيا في تطور سريع في المجالات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية”.

والمحصلة أن تنازع النفوذ على إفريقيا متواصل و استعمارها لايزال قائما بطرق جديدة.

وبالتالي فعلى الافارقة بما فيهم دول شمال إفريقيا أن يدركوا حجمهم الطبيعي وتعاملوا مع القوى العظمى على هذا الأساس.

السيادة الإقليمية لإفريقيا يجب أن تصبح واقعا.

أرقام حول حجم الاستثمارات التركية و الصينية في افريقيا

* الصين الشريك التجاري الأول لأفريقيا بعدما حافظت على هذه المرتبة على امتداد الـ12 سنة الأخيرة.

* إنشاء 22 مركزًا رائدًا للتكنولوجيا الزراعية من أجل تعزيز أصناف المحاصيل عالية الإنتاجية.

* نحو 3 مليارات دولار أمريكى سنويا حجم الاستثمارات السنوية في افريقيا.

* هناك أكثر من 10000 شركة مملوكة للصين تعمل في إفريقيا.

* بلغت الاستثمارات التركية في القارة الافريقي 1.6 مليار دولار في 2021

* حجم التجارة الثنائية بين تركيا و افريقيا سيتجاوز 30 مليار دولار نهاية العام 2023.

التعليقات

علِّق