بين خرافة " سيموني " وحكاية لسعد الدريدي وغيرهما : طلاق بالثلاثة بين الرياضة والأخلاق ؟؟؟

بين خرافة " سيموني " وحكاية لسعد الدريدي وغيرهما : طلاق بالثلاثة بين الرياضة والأخلاق ؟؟؟


يقال إن السياسة والأخلاق كالخطّين المتوازيين اللذين لا يلتقيان أبدا ... ويقال  لنا أيضا ومنذ قرون إن الرياضة أخلاق أو لا تكون . لكن يبدو أن الرياضة تبرّأت أو بدأت تتبرّأ من الأخلاق أو أن هذه الأخيرة لم تعد في حاجة إلى الرياضة  وبالتالي لابدّ من طلاق بالتراضي بينهما .
هذا الكلام " الفلسفي " ينطبق تماما على البعض مما يحدث في ساحتنا الرياضية  الشاملة المتشعبة . وطبعا لن نتحدث هنا عن كل شيء  بل  عن بعض الشيء لا غير . وفي الحقيقة فإن ما يحصل في " القلعة الحمراء والبيضاء " جدير بأن يقع تدريسه في الجامعات . فبعد " الوحلة " مع المدرّب " سيموني "   يبدو أنه تم إيجاد حلّ بالتراضي معه . لكن هذا " التراضي " موجع ومكلف  إذ لا يقلّ " مؤخّر الصداق "  عن 300 ألف " يورو " أن أن الأمر لا يبعد كثيرا عن مليار من مليماتنا ستخرج من البلاد بالعملة الصعبة أيضا .
وبقطع النظر عن المتسبب أو المتسببين في هذه  " التركة " فإن من  " الأخلاقيات  العالية جدا " أن تجري الاتصالات  من أجل سدّ الشغور بثلاثة مدرّبين ينشطون مع أنديتهم وهم منتصر الوحيشي ومحمد الكوكي  وإسكندر القصري ... دون مراعاة للفرق التي يدرّبونها ولمسؤوليها وجماهيرها وكأن الدنيا ضاقت بالجميع فلم يعد فيها إلا هؤلاء المدربون .
وغير بعيد عن هذا الموضوع هل يوجد فيكم من هو مقتنع بحكاية لسعد الدريدي مع النادي البنزرتي ؟. وهل الكلام الذي قاله رئيس النادي البنزرتي  في الأحد الرياضي وما قاله أيضا لسعد الدريدي مقنع إلى درجة أن الجميع صدّقه وانتهى الأمر؟.  إن هذه الحكاية أيضا تدخل في باب " الرياضة أخلاق أو لا تكون " ... ودون الدخول في التفاصيل نقول فقط إن رئيس النادي البنزرتي والمدرب لسعد الدريدي أخفيا التفاصيل . وإذ لا نلوم رئيس الفريق ولا المدرب أيضا فإن اللوم كلّه موجّه إلى أطراف من هيئة النادي الصفاقسي  تفاوضت مع الدريدي  وهو على ذمة النادي البنزرتي وأغرته بمرتّب لا يحلم به أغلب المدربين ولا نعتقد أنه موجود حتى في الجنّة ... ورضخ المدرب في النهاية ... وسلّم رئيس النادي البنزرتي أمره إلى الله ... ثم تأتي الجامعة لتوهمنا بأنها حددت سقفا لأجور المدربين وإن أقصى ما يمكن أن يتقاضاه مدرب في تونس ( الرابطة الأولى طبعا ) 10 آلاف دينار... وطبعا  لابدّ أن يقال للجامعة إن فوزي البنزرتي  ولسعد الدريدي وغيرهما من المدربين الذين يتقاضون  أضعاف ما حددته الجامعة يقرئون وديع الجريء السلام  ويتمنّون له إقامة طيبة ودائمة في الجامعة التونسية لكرة القدم .
الآن نمضي إلى السؤال : إذا رأى واحد منكم في المستقبل لافتة في أي ملعب كتب عليها : " الرياضة أخلاق أو لا تكون "
ماذا يفعل ؟. أترك لكم الإجابة وأنا واثق من أن بعضكم سيقول : " نحرق طبعا إلى لامبيدوزا ... فهذا أفضل  وأحسن لي ولمن كتب تلك اللافتة ".
جمال المالكي

التعليقات

علِّق