بين الجماهير التونسية والجزائرية : من " خاوة خاوة " إلى عداوة كرويّة .. محمد الجويلي يحلّل الأسباب ..

بين الجماهير التونسية والجزائرية : من " خاوة خاوة " إلى عداوة كرويّة .. محمد الجويلي يحلّل الأسباب ..

تشهد شبكات التواصل الإجتماعي منذ أسابيع " مشادات " كلامية بين الجماهير التونسية والجزائرية بشكل غير مسبوق تزامنا مع كأس أمم افريقيا المُقامة بالكامرون .

ونشرت صفحات جزائرية منذ أيام مقطع فيديو تضمّن فرحة عارمة لبعض الجزائريين اثر إهدار وهبي الخزري لضربة الجزاء أمام منتخب مالي والتي انتهت بفوز الماليين بهدف دون ردّ.

 

ومنذ أمس الأحد انتشرت مقاطع فيديو أخرى لبعض التونسيين وهم يحتفلون داخل إحدى المقاهي بهزيمة منتخب الجزائر ضد منتخب غينيا الاستوائية لتنتهي معه " ملحمة " سلسلة المقابلات دون هزيمة لمحاربي الصحراء والتي استمرت طيلة 35 مباراة .

 

ولدراسة هذه الظاهرة الجديدة وأبعادها وامكانية أن تصير بعض الإنزلاقات الخطيرة ، تحدثنا مع الأستاذ في علم الإجتماع محمد الجويلي الذي أوضح بأن ما يقع حاليا بين الجماهير التونسية والجزائرية منطقي جدا ولا يجب تهويله .

وأشار الجويلي قائلا : "عندما " يقوى الرهان " تشتدّ معه المنافسة وبالتالي تتصاعد اللهجة التنافسية بين جماهير المنتخبين ، وهذا موجود محليا وعالميا .. فمثلا عندما يكون فريقين جارين متقاربين في المستوى تكون اللغة التنافسية بين جماهير الفريقين متوترة جدا ، لكن حين يكون هناك خلل في الموازين فإن اللهجة التنفاسية تقّل " .

الجويلي أكد بأن مشاركة منتخبنا المشرّفة في الكأس العربية شكّلت نقلة نوعية في علاقة الجماهير التونسية بشقيقتها الجزائرية .. ففي بداية المشاركة لم تكن الجماهير التونسية تطمح للذهاب بعيدا في تلك المسابقة .. وحتى حين تأهل منتخبنا للنهائي ضد الجزائر كانت جماهير الفريقين تتغنى " خاوة خاوة " .. ولكن بالنظر لسير المباراة شعر التونسيين بأنهم كانوا يستحقون اللقب وأنه بإمكانهم هزم منتخب الجزائر في نسخته الحالية المعروفة بالقوة والصلابة وهو الذي لم ينهزم طيلة 35 مباراة وصاحب آخر لقب افريقي .. ولهذا فقد تصاعد طموح جمهور نسور قرطاج .

وأكد الأستاذ في علم الإجتماع بأن جماهير المنتخب أرادت الثأر " الرياضي " من الهزيمة في نهائي المونديال العربي ، ولأن منافسات أمم افريقيا بالكامرون هي أول اختبار بعد منافسات قطر فكان من الطبيعي أن تعبّر بعض الجماهير عن " شماتتها " أو فرحتها بهزيمة المنتخب الجزائري باعتباره منافسا جديا على اللقب وأحد العقبات التي قد يواجهها منتخبنا الوطني في " الكان " الافريقي " .

ووفق الجويلي فإن التوتّر الحالي بين جماهير المنتخبين الشقيقين و " الكلاشات " المتبادلة بدأت تأخذ حجما كبيرا لأن طموحات المنتخب التونسي صارت كبيرة وبالتالي أصبح يوجد ما يسمّى ب" العداوة الكروية " .

من جهة أخرى يؤكد الأستاذ محمد الجويلي بأن الفرحة التي أظهرها بعض التونسيين بعد هزيمة منتخب الجزائر هي نوع من " العقاب " للمعلق حفيظ الدراجي الذي أساء في تصريحات سابقة للمنتخب التونسي .

لكن في المقابل أوضح محدثنا بأن ما وقع مؤخرا من " تنبير " بين الطرفين لن يخرج عن السياق الرياضي ولا يمكن مقارنته بالتجربة المصرية الجزائرية بين سنتي 2009 و 2010 لأن المعركة بينهما كان يُديرها سياسيون خلف الكواليس ، عكس تونس والجزائر التي تربطهما علاقات متينة جدا وخاصة سياسيا وستظلّ متينة ولن تتأثر ببعض التدوينات الفايسبوكية .

شكري الشيحي

التعليقات

علِّق