بين التلفزة التونسية ومحمد الحناشي : من المسؤول عن " طيران " 700 مليون في الهواء ؟

بعد كل الحديث الذي قيل عن مسلسل " فاميليا لول " الذي لم ير النور إلى حد الآن بسبب خلاف بين المخرج نجيب مناصرية ومن ورائه التلفزة التونسية ومنتج العمل محمد الحناشي يجب اليوم أن تتوضّح الأمور للتونسيين وخاصة أن يجيب أحدهم عن السؤال الأهم في الحكاية وهو : من المسؤول عن " طيران " مبلغ هام من المال العام لا يقل عن 700 ألف دينار ؟.
ودون أن نعطي الإجابة التي قد لا نملكها يمكن أن ندلي ببعض الملاحظات في هذا الصدد . فلو أن التلفزة قررت أن تنتج المسلسل المذكور ( أو غيره طبعا ) فهي التي تتولّى الإنفاق عليه بالتفصيل وهي التي تختار المخرج والمنتج والمنتج المنفّذ وغير ذلك من عناصر الإنتاج وحينئذ لا أحد يمكن أن يلزمها بأي شيء أو يفرض عليها أي شيء . أما إذا اختارت أن تعهد بالإنتاج لأي منتج أو شركة منتجة فإنه ليس من حقّها أن تفرض عليه مخرجا معيّنا أو ممثلا بعينه على سبيل المثال . فهي تمضي مع جهة الإنتاج التي اختارتها ( وموضوع الإختيار هذا فيه كلام ونقاش ) عقدا يحدد التزامات كل طرف وتحرص على أن يفي المنتج بكافة وعوده في كل ما يتعلق بالجودة والآجال وكل ما تم الإتفاق عليه .
لكن ماذا حصل في حالة التلفزة والحناشي ؟. لقد عهدت له التلفزة بمهمة إنتاج المسلسل المذكور وتم الإتفاق على المبلغ الجملي . لكن التلفزة فرضت على المنتج مخرجا وهذا ليس من حقّها خاصة أن المنتج قدح في كفاءته وخبرته وقال إنه ليس مخرجا أصلا ... وهذا الرأي يتفق مع رأي البعض من أهل الميدان الذين قالوا إن " مناصرية " لا يحترف الإخراج بل هو مجرّد هاو للإخراج . وإذا صح هذا طبعا يصبح ما فعلته التلفزة بلا أي معنى . ومن ناحية مبدئية ليس من حق التلفزة أن تفرض مخرجا على المنتج حتى لو اتضح أن من فرضته أقوى من يوسف شاهين .
وفي ظل كل هذا ماذا كانت النتيجة ؟. لقد عشنا خلافا بين كافة الأطراف أدّى إلى عدم بث المسلسل من ناحية وقد يؤدي إلى ضياع 700 ألف دينار من ناحية أخرى . وهذا المبلغ هو من مال الشعب وليس من حق لا التلفزة ولا الحناشي أن يلقي به في الهواء . ورغم كل شيء نتمنى أن يتم التوصل إلى اتفاق ينهي هذا المشكل وعسى أن يكون درسا للتفزة كي لا تعتمد في المستقبل إلا المعايير الموضوعية خاصة أن الأنباء تقول بكل وضوح إن إحدى النقابات هي التي كانت وراء ما حصل لأنها استقوت على الجميع وفرضت مخرجا قد لا يكون مخرجا أصلا .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق