بمناسبة اليوم الوطني السعودي: لمحة عن العلاقات التونسية السعودية الراسخة والمبادلات الثقافية الواعدة

بمناسبة اليوم الوطني السعودي: لمحة عن العلاقات التونسية السعودية الراسخة والمبادلات الثقافية الواعدة

تحتفل المملكة العربية السعودية يوم 23 سبتمبر من كل سنة باليوم الوطني السعودي و تجدر الإشارة أن هذا التاريخ يعود إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبد العزيز  الذي قضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وذلك ابتداءً من يوم الخميس  23 سبتمبر من عام 1932.

وتربط الجمهورية التونسية و المملكة العربية السعودية الشقيقة علاقات تاريخية متجذرة ونمو مطرد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها.. وترتقي العلاقات السعودية التونسية بأهميتها إلى مصاف العلاقات الثنائية المتميزة، لما للبلدين من مكانة عالية على الخريطة السياسية والجغرافية، ويحرص البلدان على زيادة تفعيل آليات التعاون وتعزيز العلاقات، لتحقيق تطلعات قيادات البلدين.

وقوف المملكة الى جانب تونس

وكانت حكومة المملكة العربية السعودية تابعت مجريات الأوضاع التي شهدتها تونس ابان الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في الخامس والعشرين من جويلية 2021 وجاء في بيان صادر آنذاك عنها ".. وإذ تحترم المملكة كل ما يتعلق بالشأن الداخلي التونسي وتعده أمراً سيادياً، لتؤكد وقوفها إلى جانب كل ما يدعم أمن واستقرار الجمهورية التونسية الشقيقة، كما تؤكد ثقتها في القيادة التونسية في تجاوز هذه الظروف وبما يحقق العيش الكريم للشعب التونسي الشقيق وازدهاره.."

فيما أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود اتصالاً هاتفياً بأخيه فخامة الرئيس قيس سعيّد.. جدد فيه حرص المملكة على أمن تونس واستقراراها، ووقوفها إلى جانب بلادنا

في ظل الظروف الصحية الصعبة التي مرت بها حتى تجاوزتها. وأكد خادم الحرمين الشريفين، أنه وجّه الجهات المختصة في المملكة بسرعة تقديم دعم صحي إضافي لتونس اضيف للمساعدات السابقة للمساهمة في تلبية احتياج القطاع الصحي التونسي

من جهته، أعرب الرئيس قيس سعيد، عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على تلك المبادرة النبيلة التي عكست عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وجدد تقديره لما قامت به المملكة من مساندة لتونس في ذلك الظرف الوبائي الصعب، مما كان له الأثر الكبير في إنقاذ حياة الآلاف، ودعم وتمكين المؤسسات الصحية.

و كان سفير المملكة السعودية لدى بلادنا الاستاذ  عبد العزيز بن علي الصقر كشف في تصريحات اعلامية سابقة  أن هناك دعوة قدمت من قبل الرئيس قيس سعيد لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقد لبى الأخير الدعوة التي ستحدد موعدها القنوات الدبلوماسية قريبا.

وقال سعادة السفير ان بلاده موعودة أيضا بزيارة من قبل الرئيس قيس سعيد للمملكة.

وتحدث السفير عن "التعاون السعودي التونسي والذي يعود للعام 1975 من خلال الصندوق السعودي للتنمية ومن المقرر أن ينجز 32 مشروعا في تونس وقدرت المنح والقروض التي قدمت من خلالها بمليار و350 مليون دولار أنجز منها العديد من المشاريع بمعدل28 مشروع تم إنجازها"، لافتا إلى أن المشاريع الموجودة في تونس من بينها مستشفى الملك سلمان بالقيروان وهو منحة مقدمة من السعودية قدرها 85 مليون دولار .

وأضاف أنه "التقى كلا من رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة ووزير الصحة وتم الإتفاق على تسريع كافة الإجراءات متوقعا تنفيذ المشاريع المعلقة خلال الفترة القادمة كما تلقى وعدا من رئيسة الحكومة لتشرف على المشاريع السعودية وخاصة مستشفى القيروان. وكشف السفير أن وزارة الاستثمار السعودية على تواصل مع تونس وهناك اتصالات عن بعد بهدف "الاستثمار في تونس في مجالات الاتصالات والحديد" كما أن هناك توجه للاستثمار في مشاريع طويلة ومتوسطة الأمد في مؤسسات متناهية الصغر بهدف خدمة الاقتصاد التونسي".

كما أكد السفير السعودي في تونس عبد العزيز بن علي الصقر لاحقا أن الدعم السعودي الى تونس هو الأضخم لمواجهة جائحة كورونا.

من جهة اخرى وضعت بلادنا برنامجا هاما للاحتفال  بالثقافة السعودية وستكون الرياض حاضرة بقوة في أكبر التظاهرات الثقافية التونسية. من جهتها تبادل الرياض تونس الاهتمام وتستقبلها كضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب. في مد لجسور التواصل الثقافي بين تونس والسعودية، التقت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي بسفير المملكة العربية السعودية بتونس عبد العزيز بن علي الصقر مؤخرا بحضور عدد من إطارات الوزارة. وبحث هذا اللقاء آفاق التعاون في مجالات السينما والتراث والكتاب والخط العربي.

وقد أكدّت وزيرة الشؤون الثقافية: "مواكبتها للتطوّر الحاصل في المملكة العربية السعودية معتبرة أنها في مرحلة الإقلاع على المستوى الثقافي من خلال تطوير هذا المجال والنهوض به عبر مخطط استراتيجي وجد طريقه للنور".

في المقابل نوّه السفير السعودي بريادة تونس على المستوى العربي في مجال الثقافة والفكر والتنوّع الإبداعي.

وأفادت الوزارة أنه من بين المشاريع المستقبلية التي تم التطرق إليها خلال هذا اللقاء هي إحداث المركز الإقليمي للتراث المغمور بالمياه بالمهدية ضمن فريق مشترك بين تونس والسعودية. وكذلك مشروع تبادل المخطوطات بين المكتبة الوطنية ومكتبة الملك عبد العزيز وإنشاء المركز العالمي لفنون الخط «اقــرأ» بمدينة الثقافة الذي حظي بدعم من منظمة اليونسكو ومؤسسة البابطين الكويتية.

ضيفة شرف

وقد أعلنت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي أن ّ المملكة العربية السعودية ستكون ضيف شرف الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية التي ستقام من 29 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 2022، وذلك خلال لقائها بالسفير السعودي.

ويسافر الكتاب التونسي إلى السعودية نهاية الشهر الجاري للمشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي ينطلق يوم 29 سبتمبر 2022 ليتواصل إلى حدود يوم 08 أكتوبر المقبل.

وتشارك تونس هذه السنة في المعرض كضيف شرف تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبمشاركة 16 ناشرا والغرفة الوطنية لدور النشر، على جملة من الندوات والأمسيات واللقاءات والورشات الأدبية والفنية إلى جانب ركن خاص بالاقتصاد الثقافي الرقمي.

و فضلا عن ذلك خلال الدورة الثامنة لمهرجان سيدي بوسعيد العالمي للشعر في تونس، التي انعقدت من (16 - 19) جوان حلت المملكة العربية السعودية (ضيف شرف) ومثل مشاركتها في هذا المهرجان عدد من الشعراء والنقاد، الذين كان لهم الدور البارز في إثراء الحركة الشعرية والنقد الثقافي والحضور العربي والدولي.

التعليقات

علِّق