بلدية المنستير تشترك في مبادرة إقليمية حول الترابط بين المياه والطاقة والغذاء

تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن / رئيس الجمعية العلمية الملكية، اقيم حفل اطلاق المبادرة الاقليمية حول الترابط بين المياه والطاقة والغذاء (ميناريت) في فندق الانتركونتننتال بعمان .
و يأتي اطلاق المشروع بتنفيذ من الجمعية العلمية الملكية / المركز الوطني لبحوث الطاقة (RSS/NERC) بالشراكة مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) وجمعية رواد المستقبل لتمكين أفراد المجتمعات (FPEC) وبتمويل من الوكالة السويدية للتعاون والإنماء الدولي (Sida) .
وقالت سمو الاميرة سمية بنت الحسن في كلمة القاها نيابة عن سموها م. وليد شاهين مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة ان المشروع يأتي في اطار الجهود العالمية التي تبذل للحد من ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري الاخذة في التنامي على مستوى العالم.
وبينت سموها انه ولتحقيق اهداف المشروع سيتم تنفيذ العديد من النشاطات والبرامج التي تتركز في مجملها حول تقييم فرص استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة وادارة قطاعي المياه والغذاء ووضع البرامج التدريبية اللازمة لبناء قدرات العاملين في البلديات ومؤسسات المجتمع المدني في البلدان المستهدفة.
واشارت سموها الى انه سيتم تنفيذ مشاريع ريادية في مجال الطاقة المتجدده وادارة قطاعي المياه والغذاء اضافة الى تشجيع مؤسسات المجتمع المدني بعامة والنسائي خاصة.
ويشار الى ان مبادرة ميناريت حظيت بحضور رسمي واعلامي كبير طوال انعقادها في العاصمة الاردنية عمّان بجمعها عديد الخبرات والجنسيات تلتقي عند هدف التحسيس بقيمة الترابط في المفاهيم الوارد ذكرها.
وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور إبراهيم سيف ان الحكومة الاردنية تعمل على الوصول الى استدامة الطاقة وفي العام 2020 سيكون على الاقل 20% من الطاقة الاردنية يتم توليدها من مصادر متجددة.
وقال سفير الاتحاد الاوروبي في الاردن اندريا ماثيو فونتانا ان هذا المشروع ينسجم مع رؤية الاتحاد الاوروبي لتحقيق كفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات وتعزيز الاعتماد على المصادر المتجدده في انتاج الكهرباء.
من جهته قال السفير السويدي في الأردن اريك اولنهاغ ان المشروع حاسم في مجال التغيرات المناخية مبينا ان بلاده تدعم وتساعد هذه المشاريع بهدف الوصول الى تنمية مستدامة بالشراكة بين الحميع وبتساو بين الجنسين.
من جانبه قال المهندس وليد شاهين مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة في الجمعية العلمية الملكية ان بلدان الشرق الاوسط تواجه العديد من التحديات منها ارتفاع نسبة النمو السكاني ومعدلات البطالة وارتفاع الطلب على الطاقة كما ان الاردن ولبنان وتونس تعاني تحديدا من فقر في موارد الطاقة المحلية بالاضافة الى ارتفاع الطلب على الطاقة نتيجة تدفق اللاجئين على هذه الدول.
وبين ان المشروع يتماشى مع عدد من اهداف التنمية المستدامة اهمها المساواة بين الجنسين وضمان توفير المياه والصرف الصحي والادارة المستدامة للمياه والحصول على الطاقة النظيفة لاسعار معقولة وباستدامة للجميع.
ومن جانبه قال مدير البرامج الاقليمي بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بمكتب غرب آسيا الدكتور هاني الشاعر، أن الاتحاد يعمل مع الشركاء من خلال هذه المبادرة على تعزيز قدرات البلديات المستهدفة بالاضافة الى التشبيك وتعزيز التعاون بين هذه البلديات.
وبين الدكتور الشاعر أن هذه المبادرة تشكل بادرة لتعزيز التعاون المشترك بين دول المنطقة ومن الممكن البناء عليها مستقبلاً لتعزيز التعاون في مجالات حيوية ترتبط بامن الشعوب وتحسين مستوى الحياة فيها وتحقيق التنمية المستدامة في مجالات الطاقة والمياه والغذاء.
طموحات وبرامج
وتهدف المبادرة التي تستمر لمدة 4 اعوام، الى تعزيز التعاون الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا من خلال الربط بين مكوناتها الاساسية التي تتمحور حول المياه والطاقة والغذاء واستخدام تقنيات الطاقة المتجدده وكفاءة الطاقة وذلك على مستوى البلديات في دول الاردن ولبنان وتونس للحد من آثار التغير المناخي والاثار السلبية على البيئة.
وتعمل المبادرة من خلال نشاطاتها على بناء القدرات المحلية للبلديات ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات النسائية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة وتستهدف في نشاطاتها وفعالياتها بلدية جديدة الشوف في لبنان وبلدية المنستير في تونس وبلديتي سحاب والكرك في الاردن.
كما تعمل المبادرة على المستوى الاقليمي على انشاء منتدى للحوار الاقليمي يجمع مختلف الخبراء في مجالات الطاقة المتجدده والتنمية المستدامة والمياه بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الاخرين ومناقشة السياسات والتقنيات اللازمة للمنطقة وتطبيقاتها.
بلدية المنستير في قلب الحدث
وفي هذا السياق وبالنظر الى اشتراكها في هذه المبادرة الاقليمية..شهدت الانطلاقة حضورا تونسيا كفلته بعثة كاملة مثّلت بلدية المنستير على اعتبار انها معنيّة بهذا المشروع، وللغرض حضر ممثّلون عن بلدية عاصمة الرباط وقدّموا طرحهم وتصوّراتهم حول مشروع الفكرة قبل ان يرى النور بكلمة عنونها ممثلو الجهة ب : بلدية المنستير"بين الواقع والآفاق".
وعلاوة على تعداد كلّ الخصال التي تميّز الجهة والتي جعلتها قبلة سياحية عالمية..فان الكلمة تطرقت الى انجازات البلدية على امتداد مائة وثلاثون عاما.
وأشارت بلدية المنستير الى وجود عدّة نواقص لوجيستية تتصل بمجال اختصاص الترابط بين المياه والطاقة والغذاء وكذلك الحرص على تطبيق شرط النظافة في توفير جودة الحياة للمواطن..ولذلك تحدّث الحاضرون عن محدودية الموارد المائية ازاء تواصل الحفريات العشوائية والاستغلال المفرط..وعرّجت الكلمة الى تدهور المنظومة البيئية بجهة الفالاز، كما انّ شبكة التنوير العمومي لا تواكب التطورات الحاصلة في منطقة تشهد اكتظاظا كبيرا خاصة في ذروة الموسم السياحي ممّا دفع باصحاب القرار في هذه الدائرة البلدية الى السعي لايجاد حلّ جذري يوفّر وصفة تمكّن من خلق ترابط بين الطاقة والغذاء والصحة..ويسير التفكير (بالتنسيق مع توصيات ميناريت) الى توفير طريقة تعتني بتثمين ورسكلة النفايات وكذلك معالجة قلّة الموارد المائية وعدة مقترحات اخرى تمّ تقديمها في افتتاح المبادرة في عمان حول تبادل الخبرات وتشجيع الاستثمار مع تجديد الحرص الرسمي من سلطات الجهة في المنستير على توفير كلّ الضمانات والآليات لنجاح المشروع.
التعليقات
علِّق