بكين الصينية: "المدينة المحرمة" ارث معماري وتاريخي فريد

بكين الصينية: "المدينة المحرمة" ارث معماري وتاريخي فريد

يعتبر القصر الإمبراطوري أو كما يطلق عليه "بالمدينة المحرمة" أو "المدينة القرمزية" أحد أبرز المعالم التاريخية الشهيرة في الصين تحديدا في مدينة بكين، وهو عبارة عن قصر كبير سكنه 24 إمبراطورا على مدار 6 قرون، شُيد هذا المعلم الضخم خلال أوائل القرن 15 على يد قرابة المليون مهاجر بأمر من الإمبراطور يونغ لي الذي كان الإمبراطور الثالث لأسرة مينغ في الصين وذلك على مساحة أرض ضخمة مستطيلة الشكل على امتداد  961 متراً وبلغ عرضها 753 متراً، ولزيادة الأمان و لحماية ساكنيها  تم حفر خندق مائي بعرض 52 متراً يحيط بكامل المدينة ، لتكون بمثابة قلعة محصنة. وقد سكن هذا  القصر الإمبراطوري الأباطرة الصينيون وأسرهم لمدة حوالي 500 عام.

وقد تتابع الحكام الصينيون على العيش في هذه المدينة، ليصل عددهم الى 24 إمبراطوراً على مدار 491 عاماً، وتضم المدينة 70 قصراً و9999 غرفة، وبينهم 90 فناءً.

يحوي القصر على قرابة مليون قطعة أثرية وعلى باحات شاسعة جدا إضافة الى حدائق غناء وتماثيل مختلفة الأشكال والأحجام وهذا ما دفع منظمة اليونسكو لإدراج المدينة المحرمة ضمن لائحة التراث الثقافي العالمي، وتحول القصر إلى متحف منذ سنة 1987.

وقد سمي هذا المكان "بالمدينة المحرّمة" لأنها كانت تخضع لإجراءات أمنية جد صارمة حفاظا على سلامة الأسر الحاكمة و  كان غير مسموح للزوار بالدخول إلى القصر لمئات السنين، في المقابل يسمح للإمبراطور ولأسرته والمسؤولين والموظفين فقط بذلك.

وحسب ما يروى عن هذه المدينة أنها احتضنت قرابة 3 ألاف جارية تخص أحد الأباطرة الذين سكنوها حيث كان كل ليلة يختار منها واحدة لتمضية الليل معه على أن تغادر ليتفرغ هو للنوم وحده وذلك في إطار الإجراءات الأمنية المشددة للحفاظ على سلامته.   

وكان الاختيار يقع على الجواري الأكثر جمالا وذكاءا واللاتي يكتسبن مهارات مختلفة لكسب رضا الامبراطور.  

وقد كانت المدينة القرمزية فضاءا لاحتضان الاحتفالات والاجتماعات السياسية الكبرى وكانت و لاتزال أحد مراكز الجذب السياحية من داخل البلاد و خارجها . فهي تعد واحدة من أكبر المباني الخشبية القديمة في العالم وتحتل المرتبة الأولى بين جميع المتاحف والتراث الثقافي في العالم كما تعتبر واحدة من بين أكبر 6 قصور في العالم. لذلك فهي قبلة  لقرابة 15 مليون زائر سنويا، وما زارها أحد الا وانبهر باتساع المكان وعظمة التصميم والمعمار المتناسق والفريد وبالخصوصية المذهلة التي يفوح منها عبق التاريخ وتخلد ذكرى المغادرين .

التعليقات

علِّق